* أقنعة
* نص
هشام عبد الكريم
شاعر من العراق
بعد أن غُلّقَت
دونه الابواب
وأنشبت الأيام
مخالبها في حناياه
راح يبحث
في سوق الاقنعة
عن قناع
يقيه سموم الحياة
ويكون
من خلاله
قادرا ً
على مواجهة
هذا العالم المخيف
حين وطأت قدماه
ارصفة السوق
بدأ يلتفت
يمينا ً وشمالا ً
الى تلك المحلات
عله يجد ضالته
كم كان قلقا
وهو يرى
إلى الحقيقة
وهي ، تشد رحالها
عن مدينته التي
أضاع الخراب
جل ملامحها
كانت الطرقات
تضيق عليه
حتى الهواء
بدأ يشعره بالاختناق
فهو ما عاد
كما كان
بعد ان
اصبحت سخونتة
تلسع رئتيه الناحلتين
كلما تنفس
هل الهواء ؟
هو الاخر
ارتدى قناعا ً
فتغيرت معالمه
مثلما
تغير العالم
من حوله !
كانت السوق
ضاجة بالناس
كعادتها
وأخيرا ً
قادته خطاه
إلى بائع الاقنعة الوحيد
كم كانت
سعادته كبيرة
أدهشته كثرتها
وهي تتراصف
على الرفوف والمناضد
– ياه ، احقا ً
كل هذه اقنعة !
وحينما
أراد ان يجرب
أحدها
صاح به البائع
– حذار
إنها ليست أقنعة ً
بل وجوه
تركها اصحابها هنا
بعد ان ابتاعوا
اقنعتي كلها
في السوق
كان يمشي
ومن حوله
اقنعة لا تحصى
تطالعه بدهشة
وهو
يطالعها بقلق
وقلب يقضمه الألم .
9/ 12/ 2020
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة