مصير فنجان حزب العدالة والتنمية بعد زوبعة التطبيع وفيضان الدار البيضاء

الرباط – قريش 

قد تنجو الدار البيضاء من الفيضانات، وتعلق أسباب الخسائر والكوارث ذلك على شركة التدبير المفوض ليدك . وتلكم هي بداية الكشف عن الفشل السياسي والاستراتيجي في تدبير شؤون أكبر مدنية اقتصادية بالمغرب،  مدينة المال والأعمال. وبعد فيضانات الدار البيضاء تبدأ مباشرة حرب المناورات الاعلامية، لتسخين طرح الانتخابات المقرر إجراؤها في الشهور المقبلة من سنة 2021  بعد أن تم تداول أخبار متفرقة عن تقديم عمدة الدارالبيضاء المحسوب على حزب العدالة والتنمية الاسلامي عبد العزيز العماري لاستقالته من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.. وهذه هي انطلاقة ليِّ دراع قيادة الحزب للهروب من المحاسبة والتملص من تحمل مسؤولية الفشل الدريع.

وفي هذا المضمار تأتي استقالة عمدة الدار البيضاء عبدالعزيز العماري التي جرت الشهر الماضي التي تعددت تفسيراتها ، إذ هناك مَن ربط الاستقالة بقضية  التطبيع، وهناك مَن ربطها  بانتقادات تعرض لها عمدة الدار البيضاء الذي فشل في نهاية الشوط الأخير لتدبيره للشأن العام بعد أن فضحت الأمطار الأخيرة هشاشة البنية التحتية لأكبر مدينة في المغرب. 

واستقالة عمدة الدار البيضاء من حزب العدالة والتنمية ستسجل نقطة سوداء في تاريخ حزب الحاكم، المقبل على خوض الانتخابات حيث علاماتها المبكرة تشي بفيضانات أخرى تكشف أعطاب السياسة والاستراتيجية للهروب من العاصفة ومواجهة المحاسبة . 

من جهة أخرى، يعرف بيت حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي، عواصف داخلية ، يحدث هذا بعد شهور قليلة من الاستحقاقات المقبلة الذي سيشهدها المغرب، وقد كانت لتداعيات استئناف العلاقات مع اسرائيل، آثار على تصدع بعض جنبات البيت الداخلي للحزب لتصل إلى أحد أدرعه التي يعول عليها في التصدي لخصومه. وذكرت مصادر متطابقة أن تهديدات من طرف قياديين بارزين من الحزب لتقديم استقالتهم من مناصب المسؤولية.

وأكدت مصادر داخل الحزب أن قيادات بارزة وضعت سعد الدين العثماني أمام خيارات متناقضة أحلاهما مرّ،  ويعيش الأمين العام ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني وضعا لايحسد عليه بعد تداعيات توقيعه على اتفاق التطبيع مع اسرائيل حيث يتم التلويح من طرف عناصر من كوادر الحزب من محاولة أن يتركوه وحيدا، كما يترك الحصان وحيدا يواجه عاصفة التطبيع أو أن تتم محاسبته في مؤتمر استثنائي.

وكشفت مصادر أن  المقرئ أبو زيد الإدريسي، القيادي الاسلامي المعروف بولائه لحركة المقاومة الاسلامية حماس، والداعم بقوة للمقاومة المسلحة الفلطسينية ضد اسرائيل، جمد عضويته من الحزب، كما قاطع مجلس النواب منذ التوقيع على الاتفاق.

ويعد المقرئ أبو زيد الإدريسي من بين مؤسسي حزب العدالة والتنمية، وأحد كوادر حركة التوحيد الاصلاح.