رسالة إليك
إلى روح شقيقي المرحوم عبد الحق هروشي
شعر :محمد العربي هروشي
وأنت في الماوراء
أقصد في الأعالي، لستُ أعرفُ بأيّةِ لغةٍ أخاطبكَ
هناك ،المعنى تعرّى عن معناهُ وتكشّف
لم يعدْ ثمةَ جرحٌ في الكلماتْ
تساوتْ كلُ اللغاتِ
أمام حقيقةِ المعنى
ومعنى الحقيقةِ المجسدةِ أمامكَ
نحن هنا
على هذه الأرضِ نفسّر
تفاصيلَ المايحدُثُ
ولا شيءَ تأكدوا منه سوى ما يخلفه الغياب من جرحٍ في
الوجود
الوجودُ الذي نَقبضُ عليه قبضَ ريحٍ
كأننا لم نكنْ معاً أخي نلعبُ أمامَ عتبةِ منزلنا
ذات شتاء بأصيلة
لتدخل في غيبوبتك
الأولى
صبياً غمرَ دماغه
ماءُ السّحايا
قال الطبيبُ العبريُّ :
سيدتي خُذيه ودِّعيه
وإن عاش مسافةَ
يومين عالجْتُه طيلة العمر مجانا.
أجهشت الأمُّ عليك
بالدموع كمثْلِ حب الرمّان وألبستك ثيابَ العيدِ
مات الطبيبُ
ونفخ اللهُ فيك من روحهِ
ليمتدّ بكَ الزمانُ
بالرغم من كل النقصانْ
وها أنت تودعنا
تودعُ الألم اللّصيقَ
والجرحَ في الكلامْ
فَنَمْ عزيزي
قريرَ الروحِ
رفع اللهُ
لك في الأرضِ
والسماءِ
رفع لك المَقامْ
………………………………………………………………………………………………………………………………
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة