أتربص بالحفيف
محمد شاكر
شاعر من المغرب
( شذرات )
هم صغار بطراوة حلم
وكلمات تنط بسهولة فائقة
على حواجز الطريق
وأنا في وهن الهرم
أدفع بأحلامي أمامي
وأمشي خلفها وئيد الحركات.
كل صباح
ألقي بي في خضم البياض
أحاذر أن لا أغرق أحاسيسي في قعره
ولا ينجو من وضوحي شيء.
أيُّ الأبـْواب ، أشرِعُها
لـِعابري شَوْقي
في دُجنة هذا الصَّمت الغزير..؟
من ينتظر واقفا
من يحلم واقفا
من يموت واقفا
كلهم شهود على تعاقب الفصول
قبل الجلوس الأخير
في انبعاث الوقوف الجديد.
لا أملك غير حراشيف
لكني أستطيع أن أركب سمكة
تنساب في ماء الخيال
وأعلي موجا في بحر الرؤيا
كي يغرق القرصان.
أتربَّصُ بالحفيف ِ
يُلوِّنُ لي ِسـيَرا ً
وطابورَ خَـطو ٍ، يَسَعُ العُمــرَ القصير.
قدْ أفـتحُ مـِزلاج الحَنينْ
على صرير ٍ قديمْ..
ولا من يقرع الباب.
ربما أفتح أبوابا
خبَّأتْ لي مـَزارات ٍ
تــُنْعشُ وَحْشة َ الرّوح.
عَلى أُهْبَةٍ..
وإنْ طالَ انْتِظاري
عَلى عَتَبات الوقت المَرير
لنْ أخْفِض الجَناح…
ما أرْحَبَني. .
حين أهْزِمُ ضيْقي
أكتبُ نَشيدَ الفَرح بِدَم الجِراح..
أمْشي ، وعَلى كَتِفي
أثَرٌ مِنْ ليْلٍ أنْفُضُه بِيَدٍ مِن أمَلٍ
لِيَشعَّ ضوْئي في الأنْحاءِ.
أُنيمُ الوجَعَ بِترْنيمة أمِّي البَعيدة
وأُغْري ما تبَقَّى مِن طِفْلي
بالقَفْز عَلى حِبالِ الوقْت .
ما أسْعَدني بي
حَبْل نَجاة أُنْجِدني
مِنْ غَرَق وَشيكٍ
في خِضَمِّ اليَأس.
لا جِسْر…
أعْبُر إلى ضفَّة مُشْتَهاة
بِجَناح حُلْمٍ
ولا يَجْرفُني التَّيار.
لهم شربهم ،ولي شربي..
أينا يثمل قبل نضوب الحب..؟
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
.
عذراً التعليقات مغلقة