كتبت من النجف الأشرف : رنا عبد الحليم صميدع
كل مباني المدينة القديمة بالنجف (المشراق والبراق والحويش والعمارة وحتى الميدان ) قامت الدولة العراقية بالستينات والسبعينات بشرائها من سكانها وتعويضهم ضمن خطة الإسكان بحي الحنانة والسعد والأمير والمثنى وأبو خالد والمرحلين والكرامة والعلماء، لكن لم يتم اخلاؤها لكون عملية الإخلاء يتبعها هدم والحكومة أجلت عملية الهدم لحين رصد مبلغ استثماري.
ما حصل هو أن السكان استغلوا الوضع السياسي المتقلب للحكومة من الستينات والسبعينات وانقلاباتها الى الثمانينات وحربها والتسعينات وحصارها وعدم اقرار مبلغ لمشروع اعادة اعمارها ..فكلما جاء قرار الهدم يؤجل لأسباب عديدة ،حتى انّ تجاراً بالسوق الكبير كانوا يدفعون ملايين الاموال للجهات التنفيذية بزمن صدام لتأجيل عملية الهدم .
ومع انشغال الدولة العراقية بالحصار الاقتصادي فتح مجال لبلدية النجف بمنتصف التسعينات باستثمار الاراضي المهدومة بالميدان وبطرف العمارة والحويش والسور، فعرضت كمساطحة لمدة ٢٥ سنة ، وتهافت عليها اثرياء النجف وبنوها عمارات، ثمّ تحولت فنادق بعد ٢٠٠٣ .
الطريف أن صاحب فكرة شراء الاراضي من المدينة القديمة كان هو الزعيم عبد الكريم قاسم لغرض إخلاء منطقة تلة الأمام علي بالكامل من السكان وترك مرقده واضحا للرائي من مسافات بعيدة .
لكن الذي حدث اليوم هو عدم إخلاء العقارات رغم تعويض سكانها وفوق كل هذا العديد من أصحاب البنايات العالية كسروا قانون البناء الخاص بمديرية بلدية النجف القاضي بعدم بناء اي بناية أعلى من قبة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، فقد كان معمولا به لحد ٢٠٠٣ .
اما في عهد حكومات العمائم فقد أصبحت العمارات ناطحات سحاب واصبح الرائي يقف على أعلى مجسرات ثورة العشرين ولا يرى قبة الامام بسبب البنايات الشاهقة التي حجبته بالكامل.
كل المساحات الان هي ملك للدولة العراقية بعهدة بلدية النجف التي ترعى هذه الاملاك وفق خطط استثمارية ما دام لا يوجد هناك قرار سياسي قوي يعيد ترتيب خارطة المدينة القديمة
عذراً التعليقات مغلقة