بيان تأبيني لحفل العشاء الأخير…
أمينة المريني
شاعرة من المغرب
إلى الشاعر الكبير المرحوم محمد الطوبي حكاية إقصاء ونجمة في الخافقين:
أقول
لمن شيعوا خضرتي للغياب
ومن أبدعوا من بريق السراب
كلاما
يُلون يومَ أفولي الثقيلَ
ومن هاتفوا
وما استعظموا النفيٓ فيّٓ
ومن أبكواِ الصخر
لكنهم طربوا في الإياب
ومن هدهدوا حزن بيتي بقطعة
سُكرْ
ومن دبَّجوا للغياب
مجازا سيذوي
ومن لبسوا غيمةً للذهول
ووجها معفرْ
ومن لعنونيَ في صمتهم
لأنيَ كنت الوضوحَ المحيرْ
ومن فرشوا الأرض مسكا
لمن لا يجيء
ووردا وعنبرْ
ومن قد سقَوا عُوّدي
ماءَ سِري
عليه أباريق شاي مُقطَّرْ
ومن لا يُعزّي
لينسى …وجومِ
رخامي
ومن لا يقاوم وجهَ المقاعد
تشكو الفراغ
سوى مِن أيادٍ تعُدُّ ثوانيَ
يتمي المقَدَّرْ
أقول :
رويدا ..ولا تُسرفوا في الثناء
أنا امرأة من ضفاف الجفاف
أجيء…أدور…ألُفُّ
على نبع قلبي
وأمضي…ولا بعدُ ..لاقبلُ
لا ظلَّ يعكسني في المغيب
سوى قُلةٍ نبتت فوق ظهري
تعلمني حكمة الصبر
ثم تطول مع الشمس
تضحك في سرها من صرير
ضلوعي.
أقول: رويدا
ولا تسرفوا في العويل عليَّ
ب : “كانتْ…وصارتْ…وقالت
وياليت…لمْ”
فبعض التمني عدمْ
وبعض الدعاء على جثث الغرباء
سَقَمْ
وستر تمزقه مُدية الوقت
في وقتها المنتقى للسلو
على وقع صوت بلون الألمْ
&&&
أقول لمن قال :’لا”
ولاؤهمُ في الطوايا ‘نعم”:
ستغدون إثري
إلى حيث تمسي الدروب يبابا
ولا وقت عند الجميع لهذا الشجنْ
ولا درب نحو الشمال
ولا درب نحو الجنوب
ولا درب غير الذي يتعب الرفشُ
في حفره مستقيما
مقيما بكف الزمنْ.
&&&
ستمضون إثري
يدججكم حلمكم بدمي
بقطن القصيد الذي في سمائي
بنايي الذي لن يُصادَر عند الحدود
إذا ما همى راقصا نغمي
بلا..وبألاّ…مشاغبةً في عروق
الكفنْ
فلا تُكْرموني بدود سرائركم
عند حفل العشاء الاخير
ولاتسرفوا في الثناء علي
وفي جٓلْد قبحي البريء
الذي لم تروه
ولا تبخلوا بالهجاء
لأن الجريرة
كل الجريرة
أني شدوتُ على غير ذاك الفٓننْ
&&&&&&&
وهاهو نبضي
‘محمدُ”
قد كمموهُ
وها هو حسي وقد أطفأوهُ
وها..البحر يسعى إليّ
وقد سحبوه مرارا
إلى ضفة ‘في “اليسار”
وما أبصروهُ
يجيش بحبري
وهاهو شعري وقد أشعلوه
كما أشعلوكَ
على رغمهم..نجمةً في ذُرى
الخافقين
وها هو صبري يمازح في السر
دودَ سرائرهم
وها هي شمسي على عرشها
يستوي صرحُها هازئا بالحَزَنْ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عبد الرحمن حمومي منذ 4 سنوات
قصيدة رائعة في استحضار روح الشاعر الراحل محمد الطوبي الذي بصم القصيدة المغربية ببصمة لغته وتيهانه الايقوني شكرا ايتها الشاعرة الكبيرة