لماذا وزراء حكومة حزب العدالة والتنمية وكوادره يهددون بالاستقالات .. وسرعان ما يتراجعون عن رأيهم؟
الرباط – قريش:
الخروج من عضوية أي مسؤولية حكومية، أو حزبية بتقديم الاستقالة، أشبه بالقفز من السفينة قبل نقطة الوصول إلى الميناء، مهما تعددت الأسباب يبقى المتسابق في الماراطون .. حبس أنفاسه قبل أن تنقطع، ولم يعد يستطيع المقاومة للوصول إلى خط النهاية.
ما هي أسباب وأسرار استقالة وزير مغربي ؟ وقيادي بارز في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي وذلك في وقت متزامن ؟
هل هناك ميلان واختلاف في قياس مؤشر التوازنات وفي اتخاذ قرارات تهم الانتخابات المقبلة ؟
وفي هذا الصدد، خلفت الاسبوع الماضي استقالة وزير مغربي تساؤلات في الأوساط السياسية، خاصة وأنها جاءت على بعد شهور قليلة من إجراء استحقاقات انتخابات سنة 2021 في ظرفية استثنائية وفي ظل جائحة فيروس كورونا.
وفي هذا الاطار، يذكر أن وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات بالبرلمان المصطفى الرميد، قدم الجمعة الماضي، استقالته من منصبه في رسالة موقعة باسمه وموجهة إلى رئيس الحكومة، د سعدالدين العثماني، وبدوره في نفس اليوم، كأن ذلك كان مخططا له، قدم ادريس الأزمي الادريسي استقالته من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية….إذن ما هي أسباب وأسرار استقالة الأزمي .. واستقالة الرميد ؟
موضوع الاستقالة خلف تساؤلات كثيرة حول ماذا يحدث في البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية .. هل الحزب وصلته عدوى التصدعات والتفرقة التي أصابت عدة أحزاب مغربية في العقدود الأخيرة وأدب ضريبة مشاركتها في الحكومة كما وقع للأحزاب التي شاركت في حكومة التناوب ؟
وعلى ضوء ذلك، أوضح الرميد الاسباب الرئيسية التي أوجبت استقالته من منصبه الحكومي معربا أنها تعود الى وضعه الصحي، وعدم قدرته على تحمل أعباء المسؤولية، والتي كانت وراء استقالته من مهامه.
وفي غضون ذلك، تناقلت وسائط التواصل الاجتماعي في اليوم الموالي من تقديم الاستقالة، أخبار تفيد تراجع الوزير المغربي عن موضوع الاستقالة، وهنا ضاعت الحقيقة ما بين مصدق، ومكذب لمواقع إشاعات التواصل الاجتماعي الفوري، التي لايعول على مصدر صدقيتها وحقيقتها، في سياق خلق إشاعات كتمرين سياسي لكسب طموحات الشعبوية وجس نبض الأوساط السياسية لخوض المعارك الانتخابية بأريحية.
وفي رسالة الاستقالة الموجهة إلى رئيس الحكومة والتي نقلتها مصورة عدد من مواقع التواصل الاجتماعي الفوري طلب الرميد من رئيس الحكومة “برفع إستقالته الى العاهل المغربي الملك محمد السادس.”
وهل يوافق الملك على طلب استقالة الرميد؟
هل فعلا بات زلزال يهدد حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة لولايتين ويتطلع لولاية ثالثة .. هل يصدق ذلك ويخطف حزب العدالة والتنمية ولاية ثالثة في رهان تحديات تداعيات أزمة فيروس كورونا الاقتصادية؟
هل مرض السكري الذي ذكره الرميد في رسالته .. هو سبب مقنع لاستقالته المفاجئة ، حيث أشارت عدد من المصادر أن الرميد فعلا يعاني من مرض السكري، وسبق له أن هدد في أكثر من مناسبة بتقديم استقالته وغاب عن اجتماع المجلس الحكومي لأكثر من مرة، أم هي محاولات للضغط على الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ؟
على صعيد آخر، أوضح الموقع الالكتروني الاخباري Le360 أن الوزير مصطفى الرميد تراجع عن استقالته من منصب وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، والعلاقات مع البرلمان وكشف المصدر المذكور أن التراجع
حصل عليه موقع Le360 من مصدر في محيط الحكومة، مضيفا أن الرميد غير موقفه بعد الاعتذار الذي قدمه له رئيس الحكومة . كما كشف أن استقالة مصطفى الرميد من منصبه جاءت بسبب عدم إبلاغه بالقرار المتخذ بمرسوم في مجلس الحكومة بعقد جلسة استثنائية للبرلمان اعتبارا من الثلاثاء 2 آذار/مارس 2021 .
وأضاف المصدر المذكور أن مصطفى الرميد استاء من ذلك بحكم منصبه كوزير مسؤول عن العلاقات مع مجلس النواب يقوم بالتنسيق بين المؤسسة التشريعية والسلطة التنفيذية.
وأضاف أنه تم نقل مصطفى الرميد، إلى المشفى الجامعي الدولي محمد السادس في الدار البيضاء. وكان قد خضع لعملية جراحية .
على صعيد آخر، عقد حزب العدالة والتنمية نهاية الأسبوع الماضي، اجتماع استثنائي برئاسة الدكتور سعدالدين العثماني ، الأمين العام ، وألقت استقالة الأزمي من رئاسة المجلس الوطني بظلالها على الاجتماع المذكور. وقال بلاغ الأمانة العامة تسلمت قريش نسخة منه: ” وبعد التداول في الموضوع والتأكيد أن اختصاص النظر في تلك الاستقالة يرجع للمجلس الوطني، وتدارس ماورد في الرسالة المذكورة ، وأن الاستقالة من هيئات الحزب حق مكفول بمقتضيات النظامين الأساسي والداخلي للحزب”،
من جانبه، أكد العثماني، أنه “ليس هناك تصدع في الحزب ولكن هناك صعوبات ومشاكل”، مضيفا “أنا أنام هادئا حين أستحضر ما يتوفر عليه الحزب من مناضلين يعملون بصدق يوميا في الميدان.”
وفي ذات المناسبة وجه العثماني رسائل إلى المعارضة ، وقال:”لاحول لمن يراهنون على انقسام الحزب وسيخيب ظنهم وحزبنا وجد لمواجهة التحديات والمصاعب الكبرى.”
وخلال الاجتماع الاستثنائي أعضاء من الأمانة العامة “رفضوا الطريقة التي تعامل بها الرميد من خلال تقديم الاستقالة من دون الرجوع لقيادة الحزب” ، وذكرت مصادر أن الاجتماع لم يخلو من نقاشات حادة و مشاداة كلامية بين قياديين، مؤكدة أن الرميد قدم استقالته ليس بسبب وضعه الصحي وإنما بسبب خلافه مع سعد الدين العثماني رئيس الحكومة بسبب تهميشه في تدبير عدد من الملفات الرائجة والتي له موقف فيها.
وكان الازمي بدوره أوضح في رسالة استقالته من رئاسة المجلس الوطني للبيجيدي، فيما اعتبره أن القيادة لا تقوم باستشارة مؤسسات الحزب في مجموعة من القضايا التي تهم الشأن السياسي المغربي.
من جهة أخرى أوضح بلاغ الأمانة العامة أن الحزب قرر عدم “قبول استقالة الأزمي، فيما أظهر العثماني بأن الرميد سيعود لمباشرة مهامه الوزارية إلى حين انتهاء ولاية الحكومة الحالية
عذراً التعليقات مغلقة