فتنة الجوز
أمينة المريني
شاعرة من المغرب
(هذا تأويل شعري للوحة رسمها بماء الجوز الأكاديمي الأديب الدكتور جمال بوطيب.. اللوحة تحت عنوان (اللون وما إليه). وكان قد أهداني إياها في تكريمي بحلقة الفكر المغربي.
&&&
1 – الجوز يغتاظ
الجوز ودّع في إسرائه الغسَقا
والجوز عانق في محرابك الألَقا
والجوز فجّر في الألواح آهتَه
فهل رأى بصرٌ جمرا أمِ الغدَقا؟؟
والجوز وقّع ألحانا على وترٍ
وأرقص (الواوٓ) مجنونٓ الهوى ومِقا
فصلُ القصيدة ألوان وسادسُها
عينٌ تكابدُ من أسرارها الحُرٓقا
يشي بها الضوءُ تيّٓاها بلوْعتِها
ويكتم الحرفُ ما بالفتنة اندفقا
هل أوجعٓ الجوزٓ هُدْبُ الحور قاصرةً
فدقّٓ أجراسٓه غيظا وما رٓفقٓا؟؟
أم ورَّط الجوزَ قمصانٌ مشاكسةٌ
فراح يمهَرُ من صبْواته الورَقا
إني لأٓشهد كيف الجوز غرَّبه
سحرُ العيون فذاق الوجدٓ والأرٓقا
الغصن رحّلٓه عُرْسا لنرجسةٍ
فأنبت الوصلُ من أشواقه حدَقا
في حضرة البحر هذا الجوزُ أوقفني
حتى فنِيتُ على موج الجوى غرَقا.
حتى طوانيٓ سر لستُ أذكرُه
فهمتُ ألبٓس من كاساتيٓ الخِرٓقا
(جمال) غازلَ ماءَ الجوز في شغٓف
فصادف القلبٓ ولهانا بمن عشِقا
(جمال) رقرقَ أسرارَ الجمال رؤىً
فاخلعْ نعالَك حتى تبصر الطرُقا.
&&&
2 – الجوز ينصح:
الجوز المفتونُ
العابثُ بي طرِبُ
قد مسّٓ أصابعٓ
شقوتِه شغبُ
ما مدّٓد حرقتٓه
في (الواو) ضحىً
إلا وانساب
على شفة (الواوِ)
العنبُ
هذا الجوز ُالصامت
هذا الشارحُ
كنهٓ الغِيد
ولا حِبرٌ حرّضهُ
لا كتُبُ
هذا العارفُ
سحرٓ الطرف ِ
وسرّٓ الحرف
ولا جوهرةٌ أغوتْهُ
ولا ذهبُ
لا فضةُ خدٍّ
لا شنبُ
لا رقةُ قدٍّ
لا هُدُبُ
هذا العازف
فوق ذهول الرمشِ
ولا عودّ
لا نايٌ
لا قصبُ.
&&
3- الجوز ينكشف:
الجوز الفاتكُ
غادرٓ هودجٓه
فاسّٓاقطٓ من شهقته
الرطٓبُ..
الجوز عيونُ
رخامٍ ساجيةٌ
تعلو من دمعتها
الحُجُبُ.
&&&&&
الجوزُ (جمالٌ)
كابدهُ
هل يغسلني
في رغوته اللهبُ؟؟؟
&&&&&&
ديوان (سِفْر العاشق) من منشورات مؤسسة مقاربات في عيد الشعر2021، (قصائد الوفاء).
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة