قصاصات بطعم الحلم من الشاعر المغربي محمد شاكر

قصاصات بطعم الحلم من الشاعر المغربي محمد شاكر

آخر تحديث : الخميس 11 مارس 2021 - 2:36 مساءً

           ا لــقـُصاصات…..

محمد شاكر

roundcube 2 - قريش

شاعر مغربي

   قصاصة أولى 

 أوْحَشتني نجومُ السّماء 

إذْ لم أعدْ أدْلجُ ليْلا

باحِثًا عنِ اسْتعاراتٍ ضَوئية عَذْراء

في عِزِّ الجفاءْ

ومُواءِ الأحلامِ؛

قريبا من مِدفأة ليْس فيها

غيْر الهَباءْ

أوْحشَني موجُ ليلٍ

أتْركُه يَنداحُ عَلى شَطّ روحي

ضوء عارمًا

.خَلا مِن فزع الأنواءْ

أوحَشني ‘ أنْ أمشي بغير ظلٍ

سادِر في خَطوهِ

أرَمٍّمُ أعطابَ ليلي

إلى مشارف فجْر

.َيفرحُ بي عـِند بابِ النداء

خفيفَ الرّوح

لطيفَ الأهْواءْ.

قصاصة ثانية

نيستُ البحرَ الذي

تعقبْتُ أحْلامه المائيَّة

في عَرضِ الصَّحْراء

حريرَ رمْلٍ

يُمْسي ذهَبًا

ضاربًا في زُرقةِ السَّماء

لم تَسْلم أحْلامي

مِن لُـجِّه الطامي

على شَط روح

مُعبَّأة… بالملح، والأنواءْ

قصاصة ثالثة

في البدْء كنتُ

أمَوِّجُني في مَرايا الحياة

كَما يَشاءُ لي الحُضورْ

بألْف َيقين

.وألفِ اشْتهاءْ

أنا، الآن ، في النهاية

أضغاثُ ذِكرياتٍ..في جُبَّة النِّسيان

لا يَسْعى بي، خطوٌ قديم

على مَدارج الغابات

إلا كخيالِ عُمرٍ

.تُسْنده عُكازةُ الكلماتْ

قصاصة رابعة.

كَهذا الطفل الذي

عَبثا، يُمرِّن شيْخوختي

على مُعاقرةِ الرَّمقِ الأخير’ مِن الحَياة؛

يَبْني قصورَ لهْوهِ

لِساعاتٍ

بِحفنَةٍ مِن قشِّ الكلماتْ

يُعيد ترْتيبَ أحْلامهِ في سُلّم العُمرِ

يَسكن أحْلى اللحظاتْ

في حَضرة الطفلِ

لِحاجة في نفْس شاعرْ

.يَتفقدُ أحْوال طِفله القديمْ

في ارْتفاع النَّبض

وخِفّة الوليد الغض؛

لَعلهُ يَبْقى

عَلى قيْدِ قصيدةْ

.مَوْفورة النـَّشيد والحَركاتْ

قصاصة خامسة 

خارجَ الليْل ، والنـَّهارْ 

أعْني في غيبوبة شمْس ٍ

وثمَالة ِ ليْل  

ضَيّع سَوادهُ الغزيرْ 

في حَانة الأحْلام ؛

حين تـَخلعُ عنِّي اليقظة 

جُبَّةَ المُريدْ 

ولا أملكُ تسْبيحةَ عصفور 

على شجَر الحياةْ 

في الإحْساس بي 

على مَبْعدة مِن مَجرَّة اللغو 

والحَنينْ

خلف جدار صَمت 

أقامَه الكلامُ 

حَدًّا فاصِلا بيني وبينَ 

جُغرافية الشَّوق 

في السَّديم

الذي يُركـِّبُ عَقاربَ ساعتِه الجَديدة 

ثم يَعود لينْكثـَها

في غـِياب ِ نبْض ِ القلبْ 

هُناكَ

أقِفُ مُرتبِـِكا  

لا تقوى’ على حَمْلي ، خُطى’ الأيّامْ ؛

ما وراءَ علامَة استفهام 

تَحْجبُ ضَوْءَ المَعْنى

في سَفر ٍ

خذلتهُ الأقدامْ

قصاصة سادسة

حينما أوصدُ بابَ القلبْ

أسْدلُ أسْتارَ الرُّوحْ

لا أحد يَقْرعُ

خَشَبَ الأحوالْ

في ظَهيرة ِ صمْت ٍ عميقْ

لاأحد

يُفْزعُ غُرفَ الداخلْ

بـِـِيـَد 

منْ لَغو ٍ شديدْ

بمُجرَّدِ ما أديرُ مِزْلاجَ النِّسيانْ

يُوجعني دائما صريرُهُ

ترْمي بمَنامتِها.. ذاتي

تَهْرعُ إلى سرير ِ عُرْي 

بكامل ِ امْتلائها

إلى حين ِ يهْوي

شخيرُ أوجاع 

يَصْحو ضوْءُ المكانْ

يَمحو أثرَ الأسرارْ

من حَوْلــي

يسْمعُ داخلي وقْعَ خُطايْ

على زلِّيج ِ شوْق ٍ مرقومْ

يُفردُ مائدةَ الذِّكرى

وصُحونَ نَبْض 

بنكهة ِ تلكَ الأيَّامْ

أسعى لسراديب ِ لُغــة 

عتَّقَهــا

فصلُ الظِّلالْ 

لكنْ

يبقى’ ، دائما، شيءٌ ما خلفَ البابْ

قدْ يقرَعُ صَـمْتي

في أيِّ وقت ٍ

.شاهرا قبضةً من عتابْ.

القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com