في “المابين”…
محمد شاكر
شاعر مغربي
حين أمْسي في “المابين. ..”
ولا أهْوي من حالق الفراغات
إلى حَضيض الكسورْ.
حين لا تنشلني الذكرياتُ ..
مِن غيابي الطويلِْ.
لا يَجذبني الأمامُ..
إلى صحْوه الظليلْ.
أنيخُ عليه حساباتِ العُمر العليلْ.
في “المابين..”
إذ لا انتماءَ لي..
لا أراجيحَ تطوِّح بي
ذات الشمال..
وذات اليمين.
في” المابين..”
لا أنا تراثٌ يَركنُ تاريخَه القديم َ،
في شُحوب الذكرياتْ
ولا حاضِر..
يتلهى’ بأعْطاب الحَداثة ..
يَنشر عدْوى الخُفوت المكينْ..
في” المابين..”
أنجو من سيرة أمس..
تحْبسُ الأحلام في حِصْنها الحَصينْ.
في “المابين”
ما أغزر الطنين من حَولي..
ما أبعْد السكوتَ..
على مَشارف الحنينْ.
في “المابين”
ذاتَ وقت ٍ، آهل ٍ بي.
أحدٌ ما ..
يـَرُجّ سطـْحَ الصّورة..
في اسْتوائها الشفيفْ
يُعكـّر صفـوَ الأبهاء.
أتلعثمُ بي..
في اعْوجاج أليم.
ربّما ، في الصَّحراء..
حيثُ ، يدُ الله تموِّج دَواليبَ الماءْ..
فوق خَدّ الأرض ؛
كي لا تغُط في جَفاف عَميق.
كنتُ هناك..
يُخبئني شجـرٌ مِن وجَع يابس ٍ،
يتقفى أثـرَ الأحْلام ِ
في عـَرْض ِ البيْداءْ
القصيدة خاصة لقريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة