هذا ما جنيناه علينا…
عزيز فهمي
شاعر مغربي مقيم في كندا
لا يجوز أن نترك المعري
بدون رسالة
كيف نغفر للريح اغتياب المطر؟
كيف نسمح للضفادع
التبول على الماء
حين يشرقُ وجه القمر؟
نَعبد الأموات التي تتناسل مع الأموات
منذ الفتنة الأولى إلى فتنتنا الآنية
والفتنة في كل زمان
“أشد من القتل”
لكننا فُتِنا بهم
ولم نكن على عَجَل
كنا على وَجل
نحصي كم ترك التعب من تعب
على أجسادنا
كم حفرة في اليوم
ردمنا فيها الآهات
لا يجوز أيضا أن ندع الصباح
يُلقي وضوحه في فوهة الظلام
كقط أسود يحرس النجم في الليل
علينا أن نفتح تحت زيتونة كتاب “الاستشراق”
و” الثابت والمتحول”
ندرك أن لا شرق لنا في هذا الشرق
أن الأصل يخاف الفرع
فنعيد السؤال على الظهر وعلى العصر
لأن هؤلاء القادمين إلينا
لوثوا طحيننا بخميرة الخنازير
شيدوا على مئذنة قريتنا
عش لقلاق مصاب بالنسيان
يهاجر صيفا
يعود شتاء
تستقبله البوم والغربان
لا يجوز أن نرى اعوجاج الصراط
فنغلق أعيننا ونمشي
ننتشي كغرناطة بالسقوط
حين ننهض نسقط ثانية
نسبح ونستغفر
نقرأ فاتحة الكلام على نقطة نهايتنا
كل شيء نعتبره عدواً لنا
يمر الوقت
نراه ولا يرانا
لذا يجوز لنا أن نقول:
هذا ما جنيناه علينا
فلا يجوز لنا أن نلوم أحد..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة