بقلم المراقب السياسي
لماذا لم يستول الإمام علي عليه السلام بعد فتح مكة على أملاك ابي جهل وعلى بيت ابي سفيان كونهما من ازلام النظام البائد..؟؟
كان بإمكان الامام علي بعد فتح مكة ان يأخذ بيت ابي سفيان ويتخذه مقرا لهما هو وسيدنا محمد (ص)… او يضع يده على املاك ابي جهل بوصفه من ازلام النظام البائد .. ! كان بمقدوره ان يستولي على محيط الكعبة ويفتح فيها اسواقا مبنية من خوص وجريد النخيل ويؤجرها بالدرهم والدينار ..
كان بامكان الامام القوي العادل المهاب ان يأخذ مائة بعير من بيت المال جزاء خدمته الجهادية…وباعتباره صهرا ل(القائد الجديد) سيدنا النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام ، كان بمقدوره أن يفتح مكتب للوساطة وتسهيل الاجراءات مقابل مئات الدنانير.. ويربط المكاتب الاقتصادية به في الاقليم والبوادي والاصقاع.
كان بامكان الامام علي وهو صاحب النسب والرأي والقوة، ان يجمع بني هاشم والعباس في منطقة “خضراء” بجانب البحر الأحمر ويضع على ابوابها عشرات الجند ويتقاسمون بيت المال بينهما!
لا يذهب بأحدكم الظن في ان النظام العراقي السابق نفسه بريء من السلوك التعسفي الارعن ، فقد استولى ذلك النظام بقرار مباشر من صدام حسين على قصور واملاك في بغداد لمن سماهم التبعية الايرانية بعد ان طردهم الى ايران في العام ١٩٨٠ ، ومعظمهم عراقيون بالولادة لكن اباءهم واجدادهم كانوا يحملون وثائق ايرانية، في جريمة اجتماعية كبيرة، وعقاب جماعي غير مبرر بسبب من ان احد ابناء التبعية اشترك في عملية هجومية ضد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق اثناء افتتاحه فعالية طلابية دولية في الجامعة المستنصرية.
ان ادانة السلوك الحالي هي ادانة لسلوك النظام السابق ايضاً ، لكن القرارات كان يتحملها شخص واحد هو الرئيس الاسبق صدام حسين ، بحسب ما قاله واعترف به هو نفسه خلال المحكمة التي انتهت قراراتها بإعدامه.
العراقيون يقولون اليوم في الشوارع لاسيما بعد انتفاضة الشيعة في تشرين ، لسياسيي الأحزاب الدينية الذين اعتلوا الكراسي والمناصب بعد احتلال الجيش الامريكي الغازي لبلدهم .. هل جاهدتم وضحيتم أكثر من امير المؤمنين ؟ ام انكم تتخذون من الإمام علي دعاية وستارا لما تفعلوه الآن من تصفيات وعمالة الاجنبي وسرقة ونهب المال العام والخاص ؟
الامام علي لم ينحنِ للروم او الفرس وكانا في ذلك الزمان من اقوى الشعوب والجيوش ولم يُذل نفسه لهم ويمنحهم استباحة تراب مكة والمدينة ، منتظرا اوامرهم في تصريف قرارات الاسلام الدولة الناشئة الصغيرة قليلة الموارد والموازنة حينها .
كان عليٌ مهدداً .. لكنه عاش وسط الناس .
كان عليٌ فقيرا .. ولكن اغنى نفسه بحب الله وطاعته ..
كان مدينة للعلم.. لكنه عاش متواضعا في خدمة كل الناس
لذلك ثار ثوار الشيعة على أدعياء التدين والانتساب الزائف لأهل بيت النبوة..
وهتفوا امام رصاص قوات عادل عبدالمهدي والمليشيات الموالية للفرس بصوت واحد وهم يسقطون شهداء في بغداد والناصرية والنجف والكوت والعمارة والديوانية وكربلاء :
الإمام علي عليه السلام وجميع آل البيت براء منكم ومن دجلكم إلى يوم الدين.
عذراً التعليقات مغلقة