بقلم : المراقب السياسي
الوضع الصحي في العراق هو احد الكوارث المستمرة في الخدمات التي يكابدها العراقيون منذ ثماني عشرة سنة، حيث المستشفيات ترتع فيها الجرذان من دون ادامة في التجهيزات والكوادر وغياب الاطباء الاختصاصيين وسيطرة الكارتلات السياسية الشيعية على عقود الصحة فيما تنتعش مستشفيات ايران وتركيا بالمرضى العراقيين.
العراق لم يشهد بناء مستشفى واحد في ١٨ سنة ، بل انه لم يعد اعمار المستشفيات المدمرة في الموصل التي تعدادها يفوق عدد سكان لبنان ، مع تكريت المغضوب عليها والمُسلّم مصيرها بيد عصابات النهب السنّي.
وجاءت ازمة فيروس كورونا لتكشف كل شيئ في هزال الامكانات الطبية في العراق البلد الغني الذي كان احد البلدان النادرة في العالم في خلوها من الامراض قبل اربعين سنة .
جاء في الاخبار أن وزير الصحة العراقي الدكتور حسن التميمي وصل بيروت يوم أمس على متن طائرة خاصة محملة بمساعدات طبية عراقية من وزارته إلى الاشقاء في لبنان.
وقال الوزير العراقي إن هذه المساعدات تأتي في إطار “إرادة واستراتيجية جديدة” لتعزيز العلاقات مع لبنان في جميع المجالات ولا سيما الاقتصادية والتنموية.
إن مساعدة الأشقاء العرب ليست ضرورية فحسب، بل هي واجب، لكن، قبل أن تساعد غيرك عليك أن تتأكد من أنك ساعدت شعبك الذي تعبث جائحة كوفيد-19 بمصيره.
ان الوضع في لبنان ليس أسوأ من الوضع في العراق ابداً، لكن (الحنية) المستحدثة للقوى الشيعية مع لبنان لها مغزى معروف
كان على وزير الصحة أن يشعر قليلا بالخجل من كون الدفعة الأولى من لقاحات كوفيد-19 التي بلغ عددها نحو 340 ألف لقاح التي تسلمها العراق قبل اسبوع قد وصلت إليه بموجب آلية كوفاكس التي وضعتها الأمم المتحدة “للبلدان الأكثر فقراً في العالم” وهي ذات الكمية التي تسلمها اليمن قبل يومين.
وكانت اول دفعة من هذه المساعدات المجانية من اللقاحات قد منحتها الامم المتحدة الى غانا في افريقيا وبلغت 600 ألف لقاح.
وتخطط الامم المتحدة لجمع تبرعات من الدول الغنية لشراء ملياري جرعة من مثل هذه اللقاحات لتوزيعها على الدول الفقيرة.
ألا يشعر الوزير العراقي بالغيرة على سمعة بلاده التي تمتلك ثاني أكبر خزين للنفط في العالم عندما تتلقى لقاحات من الامم المتحدة لأنها أكثر بلدان العالم فقراً!؟
عذراً التعليقات مغلقة