هل ستتخلى أديس أبابا عن تعنتها وتقبل بجهود السلام لحل ازمة ملف سد النهضة مع مصر بالطرق الدبلوماسية ؟تجنباً لحرب مقبلة ستكون الخاسر الأكبر فيها!!
د.فارس قائد الحداد *
بوادر الخلاف القائم بين مصر وإثيوبيا حول فترة ملء وتشغيل سد النهضة الذي أقامته إثيوبيا على نهر النيل يخرج إلى العلن بكل تعقيداته وسيناريوهاته المحتملة.
تصاعدت حدة الخلاف بين الجانبين المصري_ الأثيوبي وازداد ملف سد النهضة توتراً في الأيام الأخيرة ، وخاصة مع إعلان إثيوبيا نيتها البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزان السد في يوليو/ تموز المقبل، وهو ما تعتبره القاهرة والخرطوم تهديدا لأمنهما القومي المائي ، وتنظران إليه بأنه خطوة أحادية الجانب من أديس أبابا.
وكانت القيادة المصرية قالت في وقت سابق بأن لا تبدأ إثيوبيا بملء السد الا بعد التشاور مع مصر، وهو ما رفضته إثيوبيا وقابلته بالرفض والتعنت.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الرئيس السوداني اعتبر انفراد أديس أبابا بشأن ملءالسد دون المشاورات مع مصر والسودان خطوة خطيرة جداً سيقود أديس أبابا والمنطقة إلى منزلق كارثي سيكون له تداعيات مؤلمة
وتطالب مصر بأن تمتد فترة ملء السد إلى عشر سنوات ، بينما تتمسك إثيوبيا بأربع إلى سبع سنوات وذلك بدلاً من سنتين إلى ثلاث، حسب ما صرح به مسؤولون إثيوبين
وتخشى مصر أن يؤثر السد الإثيوبي على حصتها من مياه النيل البالغة 55 ونصف مليار متر مكعب سنويا وهو ما تنفيه إثيوبيا وقالت إنها تهدف لتوليد الطاقة ، بينما يتخوف السودان من عدم بناء السد وفق مواصفات الأمان والسلامة و التي قد تكون سبباً في انهياره، الأمر الذى قد يتسبب في غرق مساحات شاسعة من اراضي البلاد
الجدير بالذكر أن الحكومة الإثيوبية بدأت في بناء سد النهضة في أبريل 2011 بهدف إنتاج الطاقة الكهرومائية ، لسد النقص الذي تعاني منه إثيوبيا في مجال الطاقة الكهربائية ولتصدير الكهرباء إلى دول الجوار.
ومع تنامي الأزمة المصرية الإثيوبية حول سد ومياه النيل قابلها تحرك دبلوماسي وجولات عديدة من المفاوضات بين الجانبين لحل الأزمة المائية حيث عقدت الدول الثلاث إثيوبيا ومصر والسودان مؤخرا جولات عديدة من المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي واحتضنت جمهورية الكونغوا جلسات المشاورات الاخيرة لكن هناك مؤشرات على فشل جهود السلام وعدم التوصل إلى اتفاق نهائي لحل الأزمة.
الجانب المصري قال أن فشل جهود السلام سببة تعنت ورفض أديس أبابا واستمرارها في السير في طريق الخطأ. محاولة منها جر المنطقة إلى مستنقع دموي اكثراً تعيقداً.
ومنذ انطلاق مشاورات السلام حرصت القيادة المصرية الحكيمة على أبداء استعدادها لاي جهود إقليمية او دولية لحل الأزمة دبلوماسياً حرصاً منها على أمن واستقرار المنطقة .مؤكدين في الوقت ذاته بأن من حق مصر الدفاع عن سيادتها وحصتها المائية حسب الاتفاقيات الموقعة بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم .
خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخير على هامش زيارته لقناة السويس ، خطاب شجاع لقائد حكيم ولشعب عظيم يحمل في طياته رسائل سلام ورسائل تحذير نارية قائلا ان ايادينا مفتوحة للسلام الذي يحفظ لمصر سيادتها وحقوقها المشروعه وأن مصر ستقطع اليد التي تحاول المساس بحقوقها وسيادتها حيث قال “لا أحد بعيد عن قوتنا “يقصد في حال فشل كل محاولات السلام مع أديس أبابا فهناك اسؤء الخيارات المؤلمة التي تنتظر أديس أبابا والمنطقة بأكملها.
أعتقد بأن القيادة المصرية قادرة على حل الأزمة مع إثيوبيا دبلوماسياً وادعوها إلى الاستمرار في حل الأزمة بالطرق السلمية الذي سيحفظ لجمهورية مصر العربية سيادتها وحقوقها وامنها واستقرارها هذا من جهة وسيفشل ويجهض كل المؤامرات الخبيثة التي تحاك ضد مصر وشعبها وجيشها العظيم من جهة اخرى.
في الجانب الأثيوبي لا توجد نوايا ومؤشرات صادقة على قبول أديس أبابا بجهود السلام الاقليمية والدولية وان أديس أبابا تحاول إفشال كل جهود السلام التي تم الاتفاق عليها أخرها إفشال مشاورات جمهورية الكونغو الأخيرة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه :
هل ستتخلى أديس أبابا عن تعنتها وتقبل بجهود السلام لحل ازمة ملف سد النهضة مع مصر بالطرق الدبلوماسية ؟ درءاً لحرب مقبله لا سمح الله والتي ستكون الخاسر الأكبر فيها !!؟
هذا ما ستجيب عليه الأيام المقبلة.
ناشط وصحفي يمني *
عذراً التعليقات مغلقة