ظُلم الْكون
مريم كرودي
شاعرة من المغرب
كَتَنْهِيدَةٍ
تَفِرُّ مِنْ ضُلُوعِ الْحَنِين
كَلَحْنٍ هَارِبٍ
من وتَرٍ عَازفٍ
كنَايٍ يئنُّ وَجَعًا
وَ يُرْبِكُ الرَّاقِصِين
نَاحَ الْعُشْب الأَخْضَرُ
بَعْدَ أَنْ دَاسَ الْكَوْنُ
على قَلْبِهِ الْبَئِيس
بَعْدَ أَن انْتحَرت سُفن الْقَدر
ولَفَظَت آخِر أنْفَاسِها
بِالقُرْبِ مِنْ أَنْفَاسِه
خُذْ مِزْمَار الزَّمَن بَيْنَ يَدَيْكَ
وَدَعِ اللَّحْن يُرَاقِصُ
فَراشَاتُ الْحَيِّ
سَيْهَتَدِي الْكَوْنُ إلَيْكِ
وسَيَكُفُّ عن دَعْسِ أَحْلاَمك
خُذْ مِقْودَ السَّفِينة
وخَرِيطَة الْعُبُور
وَأَبْحِرْ حيثُ كَوْنٌ لا يَعْبَثُ بِالْحَدَائِق
حيثُ كَوْنٌ يَرْتَشِفُ اللَّحْن مَعك
حيثُ كَونٌ يُتْقن رقْصَة الْحَيَاة
لا عَلَيْك،
اِبْتَعْ قَلْبًا آخَرَ
وَ حُلْمًا آخَرَ
وَ احْرِق هَاذْي السُّفُن
سيُخُلِّدُك الْكَوْن
تَارِيخًا تَلِيدًا عَتِيدًا
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة