الرباط – قريش
بالرغم من جائحة كورونا ولمناسبة حلول الذكرى 60 لرحيل الملك محمد الخامس، الذي يلقبه المغاربة بـ “أب الأمة ، والعروبة والإسلام” ، قام امس ، حفيد بطل جيش التحرير، الملك محمد السادس، بزيارة ضريح جده الملك الراحل محمد الخامس بالرباط، مرفوقا بنجله ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وشقيقه الأمير مولاي رشيد، هذه الذكرى التي تصادف الموافق العاشر من شهر رمضان الفضيل ، إذْ يحيي المغاربة ذكرى وفاة ملوكهم بالتقويم الهجري.
يذكر أن محمد الخامس كان قد غيبه الموت في العاشر من رمضان 1380 هجرية (الموافق لـ شباط/ فبراير 26 فبراير 1961، وذلك بعد سنوات قليلة من تخليص وطنه من ربقة الاستعمار ونيل استقلال المملكة.
ومحمد الخامس، هو أحد سلاطين الدولة العلوية. وهو جدُ العاهل المغربي الحالي، وقائد المُقاومة المغربية لمناهضة الاستعمار الفرنسي، إلى أن حصل المغرب على الاستقلال عام 1956.
وولد محمد الخامس عام 1909 بمدينة فاس المغربية، ليكون آخر أبناء السلطان المولى يوسف بن الحسن، الثلاثة، فيما تولى حكم البلاد وعمره لا يتجاوز 18 عاماً.
لم تكن علاقة الراحل بسلطات الحماية الفرنسية طيبة، بسبب انحيازه إلى المقاومة الوطنية ورفضه الانصياع لرغبات المُستعمر، مع التشبث بمطلب حصول البلاد على استقلال كامل.
واصطف السلطان الشاب إلى جانب أبناء شعبه المُقاومين، ليتوحد العرش والشعب لطرد الاستعمار وتحرير البلاد، إذ كان دائم التواصل بأفراد الحركة الوطنية، ما أثمر وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير / كانون الثاني من عام 1944.
واتسمت مسيرة محمد الخامس بدعم مواقف الحركة الوطنية، كما دخل في تحد صريح للمستعمر، وذلك من خلال رفضه التوقيع على القوانين التي تصدر شكليا باسم الملك، الأمر الذي استفز فرنسا وأعوانها بالمغرب.
وبلغت علاقة الرجل بسلطات الاستعمار درجة كبيرة من التوتر وصلت إلى حد محاصرة القوات الفرنسية القصر الملكي في 20 أغسطس / آب من سنة 1953، مطالبة إياه بالتنازل عن العرش، وهو الأمر الذي رفضه وشعبه جُملة وتفصيلا.
وتسبب عدم انصياع محمد الخامس لأهواء المُستعمر، في نفيه يوم 20 أغسطس/آب 1953 إلى جزيرة كورسيكا ثم أبعِد يوم 2 يناير/كانون الثاني 1954 إلى مدغشقر.
وكانت عودة الملك وأسرته من المنفى حدثاً تاريخياً، وخطوة أولى في مُسلسل استقلال البلاد، الذي تحقق فعلاً في العام الموالي، إذ تم في مارس/ آذار من عام 1956 إلغاء معاهدة الحماية وحصلت البلاد على استقلالها.
ولم تمض إلا سنوات قليلة عن تخليصه رفقة أبطال المقاومة البلاد من الاستعمار، حتى أسلم السلطان المُقاوم الروح إلى بارئها في 26 فبراير / شباط من عام 1961، وعمره لا يتجاوز 52 سنة.
عذراً التعليقات مغلقة