د. فارس قائد الحداد
تعيش لبنان أزمة سياسية طاحنة لم تشهدها لبنان من قبل وتصدرت أزمة أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عنوانين الإعلام والصحافة العربية والدولية وبدأت أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية في أغسطس/آب 2020، عندما أعلن رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، استقالة حكومته عقب الاحتجاجات الشعبية التي أعقبت انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى في مقتل نحو 215 شخصا وإصابة مئات آخرين. والذي كان له تداعيات مؤلمة رافقة الحكومة اللبنانية والشارع اللبناني .اهما استقالة حكومة دياب تحت الضغط الشعبي والدولي وما أعقبها من فراغ سياسي وحكومي .
وعلى الرغم من تكليف رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بتشكيل حكومة جديدة، لكن وللأسف لم ينجح الحريري، بعد مرور قرابة سبعة أشهر، في تشكيل حكومة تحظى بموافقة الرئاسة اللبنانية ومجلس النواب.
بيد أن أزمة تشكيل الحكومة ما زالت تراوح مكانها دون وجود بارقة أمل وانسداد آفاق الحل السياسي أمامها وتعقد المسألة أكثر و خاصة بعد فشل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف رفيق الحريري خلال لقاءات كثيرة جمعتهم في التوصل الى اتفاق على تشكيلها.
وأكد الحريري أن إصرار الرئيس عون على تمكين حلفائه من أغلبية معطلة في الحكومة هو سبب التعطيل وخلال الأشهر الماضية تصاعدت وتيرة الاحتقان والخلاق بين الطرفين ، تبادل الحريري وعون الاتهامات المتبادلة بالعرقلة وبوضع شروط تعجزية
و يطالب الرئيس عون بمنح أنصاره ثلث الحقائب الوزارية وهو ما رفضه الحريري، مبرراً أن هذا يساهم في تعطيل الحكومة ويمنعها من القيام بمسؤليتها او اتخاذ أية قرارات حال عدم موافقة هذا الثلث على القرارات.
في المقابل يطالب رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بتشكيل حكومة مدنية غير حزبية بحيث يتم توزيع الحقائب الوزارية على شخصيات مدنية غير حزبية وبصور عادلة حيث يتمسك الحريري بمطالبه
قوى وتيارات سياسية ابدوا تأييدهم لمقترح الحريري حيث حضيت بارتياح شعبي واقليمي ودولي حيث قال نائب رئيس تيار المستقبل، مصطفى علوش، ” أنه إذا قرر فريق الرئيس عون التخلي عن فكرة الثلث المعطل، سيتكمن سعد الحريري من تشكيل الحكومة بشكل يخدم الشعب اللبناني. في المقابل تعالت الأصوات الرافضة والمعارضة الشديدة من قوى وتيارات سياسية ودينية موالية للرئيس ميشال عون و تيار حزب الله الذي رفض وبشدة تشكيل حكومة غير حزبية.
ويبدو أن “حزب الله” يسعى جاهداً في إفشال مساعي الحريري إلى تشكيل حكومة تكنوقراط من وزراء اختصاصيين غير حزبيين، لا تكنوسياسية كما يرغب أمين عام الحزب حسن نصر الله.
في المقابل ازداد حالة السخط والغضب الشعبي والإقليمي والدولي من تأخير تشكيل الحكومة حيث خرجت مسيرات شعبية احتجاجية ، مطالين برحيل الرؤساء الثلاثة، وبتشكيل حكومة مستقلة بدون محصحصة سياسية تعمل مع المجلس النيابي على إقرار قانون التدقيق الجنائي والعمل على ملفات وقضايا عدّة يعاني منها لبنان للخروج من أزمته السياسية والاقتصادية.
كما طالبت الامم المتحدة الفرقاء السياسيين في لبنان لوضع حد لخلافاتهم والإسراع في تشكيل الحكومة لإنقاذ لبنان من أزمات كثيرة.
ايضاً دعت فرنسا إلى الإسراع في تشكيل الحكومة ملوحة بالقوة اذا لزم الأمر حيث وصل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الخميس 6 من مايو/أيار 2021، إلى لبنان للقاء الرئيس اللبناني، العماد ميشال عون، في زيارة تسعى من خلالها باريس للضغط على المسؤولين اللبنانيين من أجل إنجاح جهود تشكيل حكومة.
ناشط وصحفي يمني *
عذراً التعليقات مغلقة