من ادب المهجر
رحلة الى الوطن بقارب مكسور
بدل رفو
غراتس \ النمسا
دهاليز خريف العمر
دمعة خجولة أوتارها حفر خدود
روح تواري السنوات العجاف
رحيق يداهم رحلة المشيب!!
دمعك، أيها الإنسان، لغاتٌ صمت
تتنبأ، بذرة ترتوي من أحاديث الخوف
تجرعت الشطآن كؤوس حزن
الأمواج حزينة!
أين سحر عينيك ..أين هي الذكريات
التي تضيء العشق
كيف أصبح صهيل الماضي
تاه الفارس ولم يعد يعرف دربه
لم يعد يجمعه الصدر الدافئ
من سيجبر الخاطر
لقد هاجرت الطيور!
* *
أيا شاعراً..
رغم الأغصان الملتحفة بالخوف..
رغم الرهانات الخاسرة في الشرق..
ستولد بزهو قصائدك المثمرة بالحزن
حتى يسقط قناع العالم البائس
ربما ترسوا قوارب النجاة بأمان
على شطآن تطلّ على نوافذ العشاق
متى ستنطلق قصائد الحرية
متى يستنشق المرء الهواء الطلق
يا لهذه الدهاليز
اغتصبت العمر والسنوات
وبقي الشاعر وحيدا!
يتمشى فوق شظايا الغربة
في زحمة اللاعودة
طالعهُ
فنجان قهوة، وقارئة فنجان كاذبة
قلبت أفكاره وأحلامه
من الرأس إلى أخمص القدم !
لكن شاعر، لا يجيد الاستسلام والخضوع
رغم الصراعات والتصدعات في روحه!!
* *
أمطرته الغربة، وجرفه سيل من الأوجاع
ومزقه الشوق والحنين.
في الدهاليز
زمن أسود، يؤدي إلى طرقات الوطن
يطحنة خفقان الزمن، ببلادة ولذة
تتناثر أشعاره مثل قوس قزح
طار الحنين، رسالة داخل قمقم، وصلت بلاده الخجولة !
نقش حكاية هيامه الأزلي، فأضحى الشوق نجومَا
سابحة، تحاكي سموات الأشعار
وشموسًا تشرق على وطن في البعيد
علّها تصل أيادي الرعاة في الجبال
تسير معهم في رحلة الناي
وعازفوا الليل!
* *
يئن الشاعر وجعًا، يمتلئ حنينا للبدايات
لنقاط قصائده الأولى، تحت سماء مدينته
لخبز التنور في حوش داره العتيقة
لأولى أغاني الأم، وذكريات الطفولة
لمهد الحرية، وتراتيل الصبا في ربوع الكورد!
* *
يمضي الشاعر تحت المطر
يرسم حكايات أطفال البؤوساء
في مخيلته!
ينسى قِبلته حيث دمعه والمطر
يقبلان بعضهما البعض ثم يفترقان!
وأصبح
شاعرا، أدمن على دروب السفر
هطلت قصائده مطرًا وخُشافًا*
تحت المطر ترسو مراكبه
أكمل رحلته الخرافية
صوب العنان، فهطلت تعويذة السماء
اكتملت رحلته إلى الوطن
بقارب مكسور، ودعاء، أوّله لهاث
وآخره تباشير على باب الله!
……..
(الخشاف: شرابٌ يُعمل من الزبيب والتِّين ونحْوهما من الفواكه بعد نَقْعها أَو إِغلائها في الماء)
القصيدة خاصة لصحيفة قريش ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة