د.فارس قائد الحداد *
اتجه النظام الإيراني المتطرف إلى طلب المساعدة المالية من دولة قطر لشراء الطائرات المقاتلات الصينية يثير الكثير من التساؤلات بصورة توحي بحالة تردي الوضع الاقتصادي الإيراني الذي يعيش اسوأ أوقاته منذ تأسيس الدولة الإيرانية المتهالكة حيث ترغب طهران في اقتناء هذه الطائرات المقاتله ّ لكنها تواجه أزمة مالية خانقة و ّشح العملة الصعبة نتيجـــة العقوبـــات الأميركيـــة والاوروبية المفروضة عليهـــا بسبب رغبه طهران في امتلاك أسلحة نووية .
بينمـــا لا تبـــدو بكـــين راغبة فيمقايضة الســـلاح بالنفـــط لعتبارات كثيرة ، لحاجتها هي أيضا لأكبر قدر ممكن من العملات الأجنبية ّوتحسين وضعها الاقتصادي المتردي بسبب اجتياح فيروس كورونا البلاد في بداية عام 2020م والذي ادى الى خسائر بشرية واقتصادية اضرت بالاقتصاد العالمي بصفة عامة والاقتصاد الصيني بصفة خاصة و تحســـب بكين لموجة عقوبات شديدة قـــد ُتفـــرض عليها من قبل واشـــنطن في إطار المواجهة المتصاعدة بين الطرفين الذي يرجع لاسباب كثيرة وخلفات عميقة بين بكين وواشنطن أهمها التنافس الاقتصادي والعسكري الذي يأتي في سياق التوسع والهيمنة لكلا الطرفين وعلى إثر ذلك تسعى طهران جاهدة لاســـتخدام الهبة المالية القطرية في اقتناء مقاتلات صينية لتعزيز قدرتها العسكرية واطماعها الاستعمارية التوسعية في المنطقة مثلها مثل بقية الدول الاستعمارية .
وهذا الأمر يثير الكثير من الشكوك ويضع كثير من علامات الاستفهام بأن قوة إيران العسكرية تعيش أيضا في اسوء مراحلها وفي مرحلة الضعف الشديد وتراجع صناعتها العسكرية إلى أدنى مستوى وهذا بسبب إغراق النظام الإيراني المتطرف نفسة في مستنقع الأزمات والخلافات الداخلية والإقليمية والدولية فضلاً عن تورط طهران في دعم التنظيمات والجماعات الإسلاموية الإرهابية العالمية بالمال والسلاح وهذا لا يخفى على أحد .
وهو الأمر انعكس سلباً على طهران وبدء العد التنازلي لدفع الثمن وانقلب السحر على الساحر وكأن طهران في بداية الطريق لدفع الفواتير الباهظة، وستحرق بالنار الذي لعبت به وسيطالها الالم الشديد مثل شعوبنا العربية التي تتألم كالعراق وسوريا واليمن وليبيا وبقية دول المنطقة التي لها ضلع فيها وستدفع ثمن حماقتها وتدخلاتها السافرة في كثير من دول العالم والشرق الأوسط ان طلب طهران للمساعدة المالية من الدوحة كاد أن يضع الدوحة في موقف محرج للغاية امام حلفائها الإقليمين والدولين وخاصة حلفيتها التاريخية الولايات المتحدة الأمريكية صديقة الدوحة وترتبطهما علاقات ومصالح كثيرة .
وان طلب المساعدة المالية كاد ّ يورط الدوحة في عملية تمويل ّ لتسلح إيران الخصـــم اللدود والعدو التاريخي لامريكا ولـــدول في المنطقة على رأســـها الســـعودية كما ّ تتضمن الخطوة رســـالة ســـلبية إلى الولايـــات المتحدة الأمريكية مفادهـــا ّأن إيران تســـتخدم أموال أقرب صديق وحليف لواشنطن يحضن علـــى أراضيـــه أكبـــر القواعـــدالعســـكرية الأمريكية فـــي المنطقة، في شـــراءالسلاح من أكبر منافس للولايات ّ المتحدة على مستوى العالم.
ان تقديم هبة قطرية لإيران بقيمة 3 ملياراتدولار أمر قد يكون في طي الحسابات السياسية الإقليمية والدولية التي تحكمها سياسة المصالح المتأرجحة الانية للدوحة وخاصة مع بروز ملفات سياسية ساخنة التي تصاعـــدت خاصة بعـــد احداث مقتل قائـــد فيلق القـــدس الإيرانـــي قاســـم ســـليماني في غـــارة جوية أمريكية في العراق .
وتظهر إيران اهتماما بشراء طائرات صينية مقاتلة من طراز تشنغدو جيه10 – وذلـــك بعـــد انقضاء فترة حظر الســـلاح الذي فرض عليها مـــن قبل الأمم المتحدة طيلة ثلاث عشـــرة ســـنة ورغـــم انخفـــاض ســـعر هـــذا النوع من المقاتـــلات التي تســـتخدم في القتال الجـــوي ّ إلا ّأنه يحتـــوي على خصائص تقنيـــة ّ متطورة بحسب نوعية تجهيزها.وأوردت صحيفـــة ســـاوث تشـــاينا مورنينغ بوست، الصينية ّأن ّشح العملة الصعبـــة قد يحول دون ّتمكـــن إيران من إتمـــام صفقـــة تتضمن شـــراء 36 مقاتلة مـــن ذلـــك الطـــراز. ونقلت عـــن محللين عســـكريين قولهـــم الوقـــت الحالي ليس الوقت المناســـب للصين لتبادل الأسلحة مقابل النفط والغاز لأن بكين ذاتها ّ مهددة بعقوبـــات أميركية كتلـــك المفروضة على إيران والتي تســـببت فـــي تآكل رصيدها من العملات الأجنبية.
ناشط وصحفي يمني *
عذراً التعليقات مغلقة