مدارج
كريمة نور
شاعرة من المغرب
كنت أعلم أن للتعب جهة
تنهل من حروفي
الآن أضحت له أربع جهات،
كلما أقمتُ جهة
تهدمت باقي الجهات ،
وساحت على وجه الكراسات
تُوثق بيتا أساسه الفراغات
تُقيم لها أرضا من الغيوم
حركتها الرياح … ارتعشت
وانفجرت سيولا تُسقي
مآقينا
فيما نلقاه
أيا رجلا تستحم في البحيرة
تُسطر الدروب العميقة
تُلاحق الشفق الأخير
فيما تراه أو يتراءى لك
فيما ترسمه
أو يحبو أمامك لِتُكمل المسير
أنا امرأة تتقلدُني أصداف الحياة…
تُضيء شمعة الوجود
من مكنوز المسافات
أكره الحقائب والنهايات،
لا قدرة لي على ملء ذاكرتي المثقوبة
كلما حشوتها صورة انفلتت من إطارها
هي أحلامنا معلقة مع ورودك بعمود الكهرباء.
أقيم جهتي الثانية كي لا تغيب وأتوه عند لقياك
كي لا يُسرع ليلي ولا تتمهل في الخطى رجلاك
تلك كلمة الرَّحيل تُزعجك
تُرجعك إلى منفاك،
لا أقبية تسترنا مما يُعرينا في كلماتنا ويُكشفنا في خلوتنا
سوى وجع منقوش على جدار الذاكرة
مثل أحراش برية تشرب عطشها
وتأكل جوعها…
لتظهر في أحلى الهيئات.
فأقيم جهتي الثالثة كي لا أغيب وتُخطئ في ممشاك
لا شيء يُرضيك وأنت تهضم السنين الخوالي
غير انتظار طويل…
وهدوء يتقاطر صخبه عندما أَسمعه لمّا أراك
حبله معلق بسرة السماء
بنجوم الحر المتقدة في ذاك الجسد…
بذاك البركان الخامد
يهرب من نيازك ترمي شرارها هناك
من ماضٍ أنهكك ومستقبل يشع تحت قدميك
أنت المهووس بمسرود القول يقص رؤياك
لا أحد يؤمن بنبوءة العشق العذري
في زمن صدأت فيه الأجراس.
لا أحد يحس بنداوة العشب تحت الحذاء،
إلا أنت،
يوم وضعت ساقك على ساقي فدخل الدفء على الماء
لا أحد يتذوق رضاب الكلمات فوق شفاهي سواك،
تلك جهة التعب الرابعة لا جدار لي لأقيمه
لاشيء يُصحيني من غفوتي غير وجودي هنا وحضورك هناك
تقرأ وردك الليلي
تلامس أناملي تصافح روحي فيلتهب قلب الماء،
لاشيء يربك الوقت بين أصابعي
غير توقيعي على شفاهك
من دون صوت
من دون وصول
فلا تصل الرعشة ثلاثا
ولا ترجف قدماك،
هو تعبي أسكبه حيث أكون أنا..
فلا تمتص رحيقك
فقد علمتُ أن الوِرد رواك.
فتنسل أناملي من أناملك حتى لا تَصْدُقَ رُؤياك.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة