محمد شاكر
شاعر من المغرب
أصطاف على حدود صمتي..
إذ لا مظلات
عند مضارب الأهل في الصحراء.
ولا بحر ينثال ماؤه،
بردا وسلاما،
على عتبات النخل، ورمل الأمداء.
كن ودودا معي أيها البحر الذي ..
لم يعد يعشقني..
وأنا أفك أبجديات الماء..
فربما يتبلل المعنى بلذة الغوص
في الأعماق الغزيرة بملح الأوهام..
لا أحد يستجم في البحر..
الكل يغرق في أوهامه
والشط عاطل عن أساطيره،
وحورياته..
للبحر ألوانه ،وصولاته…
فلماذا يبدو لي اليوم عار..
ترعش عوراته..
ولا تكاد تخجل من مرايا الماء…؟
ياه..كيف ينتقل البحر إلي،
في يبوسة الأحوال..
ويقض مضجع الجفاف في غور الكلام..
كيف يفيض من ثقوب قديمة،
مزبدا، عند صخر الصمت
ناطقا بألسنة الماء..؟
تشبه السماء بحري الذي صاحبني طويلا ..
في مد العمر.
تشبه السماء ،البحر
حين ترق..وترحم لوني.
لا بحر لي الآن…
إلا من رائحة علقت بجدار الذاكرة..
ورذاذ ملح يابس على قميص العمر..
وأحيانا ..
يصيبني مس من هدير قديم..
لا أعرف مصدره الضنين.
لم يعد البحر من أمامي..والعدو من ورا ئي
بعد أن تبخرت رغبتي في الإبحار..
وجفاني ماء الحياة.
أرغب في أن أكون البحر الذي يرمي بشجونه
على شط رملي،
زبدا،وماء.
بين البحر والطفل البعيد
في جفاف العمر..
رمل نسيان ..
يطمر ذاكرة شيخ
يهش على انتظاره
بسعف الكلام.
كم كنت،البحر، الذي ينداح
على شط يابستي..
ويبلل الروح.
برذاذ الحسن المنعش في الأبهاء.
كلما تناءى البحر عن عيني..
تعالى’هديره في الروح..
كأني أخوض في زرقة أحلامه..
للبحر جبروه..
لكنه لا يستغني عن قطرة ماء
تجدد عنفوانه..
وأثباج موجه الرعناء.
لا أتخلى عن الأمل في نقطة من حبرنا ..
ترفد موج البحر العاتي..
وتنداح على شط الإنسان.
المغرب
عذراً التعليقات مغلقة