الرباط – قريش
من هو مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب الذي عيّنه محمد السادس خلال المجلس الوزاري الذي انعقد الاثنين ٢٨ الشهر الجاري ، بالقصر الملكي بفاس؟
إنه أستاذ التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي درس أيضا في كبريات الجامعات العالمية ،و يعد أبرز المؤرخين المغاربة، في الثقافة اليهودية وحضورها بالمغرب، وهو شخصية يمكن أن يتحدث على عدة قرون في كلمات مختصرة بالمعنى والدلالة،
المراقبون ربطوا بين تعيينه والانفتاح التطبيعي المغربي مع اسرائيل في هذا الظرف التاريخي .
و هذا الأكاديمي معروف في الأوساط الجامعية والبحثية ، ذلك أن دراساته الأكاديمية مختصة في قضايا التعايش بين المسلمين واليهود في المغرب عبر تاريخ يمتد لعقود، ويكشف من خلالها خبايا وأسراراً حول كيف عاشوا مع بعضهم في انسجام وأخوة تامة منذ آلاف السنين.
كما يرصد في مؤلفاته تاريخ هذه العلاقات منذ القرن السابع والثامن الميلادي إلى اليوم، مذكرا دائما بأن اليهود وجدوا على أرض المغرب قبل قدوم الإسلام بحوالي ألفي سنة.
ويعتبر محمد كنبيب مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، أحد أبرز الباحثين الذي أغنى الخزانة المغربية بالعديد من المؤلفات والكتب حول اليهود في المغرب، من أشهرها كتابه “المسلمون واليهود بالمغرب… من الجذور إلى اليوم”، المنشور باللغة الفرنسية، والذي يضع من خلاله الباحث تصورا لكيفية تطور العلاقة بين اليهود والمسلمين بالمغرب، على مر العصور والتاريخ.
وتجدر الاشارة أن الأكاديمي محمد كنبيب سبق له أن انتقد في إحدى اللقاءات الثقافية وجود كتابات ومنشورات تسود اللوحة بزعم أن الطائفة اليهودية كانت تعيش في ظروف صعبة من الضغوط والتهميش. مما دفعها إلى الهجرة.
وتشير دراساته أن اليهود يحافظون على هويتهم المغربية حتى داخل بلدان الاستقبال ويبدون حنينا لبلدهم الأصلي. وهي السمة الأوضح لدى الجيل الأول والثاني من اليهود المغاربة الذين يحرصون على زيارة المغرب في إطار السياحة أو التعبد.
ويكشف الأكاديمي محمد كنبيب في أبحاثه أن الجماعات اليهودية لأوروبا الوسطى والشرقية تعرضت للتدمير من قبل النازية. فإن هذه المنظمات التجأت الى المخزون الديموغرافي المغربي علما أن المغرب كان يضم حينذاك أكبر تجمع يهودي في العالم العربي يقدر بحوالي 300 ألف يهودي.
وفيما يتعلق بكتاب جماعي تحت عنوان “الترحيب والوداع: المهاجرون اليهود والمسلمون من القرن 15 الى القرن 20”. يقول إن هجرة اليهود المغاربة جاءت محصلة لمسلسل طويل وسلسلة من العوامل ودينامية داخلية. مضيفا أنه حتى وإن كانت هناك هجرات ، خلال القرن 19م ليهود الشمال المغربي نحو أمريكا الجنوبية.، فإن الهجرة المكثفة لهذه الطائفة بدأت انطلاقا من عام 1948، تاريخ إنشاء دولة إسرائيل. وبداية الدعاية التي مارستها المنظمات الصهيونية عبر العالم لاستقطاب يهود الدول العربية والإسلامية.
و أيضا من مؤلفاته محمد كنبيب كتاب “اليهود والمسلمون بالمغرب” و”المحميون”، كما شارك في تأليف كتاب “من الحماية إلى الاستقلال” وغيرها من الكتب التي تهتم بالمسألة اليهودية والمكون اليهودي في المغرب وتاريخ الهجرات اليهودية.
وتجدر الاشارة أن مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، سبق أن اشتغل كنبيب أستاذا زائرا بجامعة السوربون وبالمعهد العالي لدراسات العلوم الاجتماعية كما درس بجامعة أوكسفورد ومر من العديد من الجامعات الأمريكية. شغل أيضا منصب مستشار ثقافي لسفارة المغرب بباريس بين 1997 و2001.
عذراً التعليقات مغلقة