عباس بيضون الناثر اللبناني الذي طالب رموز الشعر العراقي بشكر المحتل الأمريكي

عباس بيضون الناثر اللبناني الذي طالب رموز الشعر العراقي بشكر المحتل الأمريكي

آخر تحديث : الأحد 27 يونيو 2021 - 10:48 مساءً

 · 

 سامي مهدي 

12745729 160279334353419 376316199781515236 n - قريش
سامي مهدي

.

أحياناً تأتيك الإساءة من حيث لا تتوقع ، وهي قد تأتيك في وقت لا يتسع لها فيه صدرك فتكيل لصاحبها الصاع صاعين . وهذا ما حدث لي مع الشاعر اللبناني عباس بيضون . 

وبيضون من كتاب قصيدة النثر ، وينسب في لبنان إلى من وصفوا في بعض الأوساط بشعراء ( الحداثة الثانية ) تمييزاً لهم عمن صنفوا بشعراء ( الحداثة الأولى ) التي ينسب إليها شعراء مجلة شعر قي لبنان ، ولبيضون نفسه دور في هذا التصنيف ، فهو من نظّر له ، ومن روّجه بحق أو بلا حق .

وقد كتب بيضون الرواية ، وله منها أربع روايات على ما أعلم ، وقد أشرف سنوات طويلة على تحرير الصفحات الثقافية في جريدة السفير اللبنانية ، وهو من مدينة ( صور ) ويبلغ اليوم من العمر ستة وسبعين عاماً ( أي أنه شيخ مثلي ) وقد أعلن غير مرة أنه تأثر بالشاعر الفرنسي جان جوف ، وبالشاعر اليوناني يانيس ريتسوس .

عرفته عن بعد ، ولم ألتق به سوى مرة واحدة ، وكان هذا اللقاء في عمان ، في إحدى المناسبات الأدبية التي أقيمت هناك في التسعينيات ، وكان لقاء ودياً عابراً ، ولكن كلاً منا يعرف عن الآخر الكثير . 

قرأت له بعض شعره فلم أمل إليه ، وقرأت إحدى رواياته فلم تعجبني ، وأحسب أن صيته أكبر بكثير من أدبه ، وهذه أول مرة أعلن فيها رأيي في هذا الأدب ، رغم أنني أعرف أن هذا الرأي لن يرضي طائفة من شعرائنا . 

20qpt899 - قريش
حميد سعيد
Unknown - قريش
بشرى البستاني

وحدث عامي 2004 و 2005 أن نشرت في أعداد متتالية من مجلة ( الآداب ) قصائد تندد بالإحتلال الأمريكي للعراق ، ففوجئت بمقال قصير كتبه بيضون ونشره في جريدة ( السفير ) في أوائل عام 2005 واستغرب فيه بلهجة ساخرة وشامتة هذا التنديد بالإحتلال ، ودعاني ، ودعا معي شاعرين آخرين هما : حميد سعيد ، وبشرى البستاني ، إلى أن نشكر المحتلين لأنهم حرروا العراق وحررونا ! فاستغربت منه هذه الدعوة وما انطوت عليه من سخرية وشماتة . فما كان مني إلا أن أكتب قصيدة أهديتها له ورددت فيها عليه ونشرتها في حينه في مجلة ( الآداب ) . وهذه هي القصيدة :

.

شكراً

.

     إلى عباس بيضون الذي اقترح علي وعلى شعراء عراقيين آخرين

      أن نشكر المحتلين لأنهم حررونا !

.

سنقولها :

« شكراً » !

وماذا بعدُ ؟

هل تصفو لكَ الأشياءُ ، أو تحلو ، بها ؟

وهلِ الجديدُ سوى غبارٍ كانَ في جيبِ القديمِ ؟

فكيفَ تطلبُ أنْ نبيعَ دمَ البلادِ بدمعِها ؟

لسنا منَ الغيمِ المُحَمَّلِ بالضفادعِ والوحولِ ،

ولا منَ النُطَفِ المُدنَّسةِ الهجينةِ ،

نحنُ غُرَّتُها ، البلادَ ،

فكيفَ تطلبُ أنْ نخاتلَ في محبَّتها ؟

ألأننا ، كالماءِ ، نقترحُ الحياةَ ،

وكالرياحِ نُذيبُ ثلجَ الليلِ ؟

أمْ تخشى أصابعَنا التي تفتضُّ 

أختامَ البراكينِ الحبيسةِ ؟

دَعكَ من عِلْكِ النكايةِ ، فهو مرٌّ ،

والثيابُ ثيابُنا ،

وخيوطُنا أولى برتقِ خروقِ أوَّلِها وآخرِها ،

وأمّا أنتَ فاستغفرْ لنفسِكَ عُرْيَها .

ما كنتَ يوماً كاهناً في « نِفَّرٍ » ،

أو كاتباً في « بابلٍ » .

ما كنتَ إلاّ ذلكَ المتفرّجَ الأعشى ،

فكيفَ ترى ، إذنْ ، ما يصبغُ الأشياءَ بالدمِ والدخانِ ،

ويُطعِمُ الغربانَ من لحمِ الأوادمِ ؟

دعكَ من سُمِّ الوشايةِ ،

فالوشاةُ هنا جرادٌ ،

لا مزيدَ على تَنَطُّعِهمْ ،

وقدْ فاضتْ بهمْ سوقُ العمالةِ والبطالةِ ،

فانتحلْ لكَ حرفةً أخرى ،

إذا جاوزتَ سِنَّ الشعرِ ،

وانقطعَ البريدْ .

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com