فلاح المشعل
أشتهر الامريكي ” إيلون ماسك” أغنى رجل بالعالم إذ تبلغ ثروته 200 مليار دولار ، بأفكار مدهشة في خدمة البشرية وأحداث نقلات نوعية فيها مايجعله قائدا لتحولات الحياة البشرية على الأرض وفي الفضاء، فقد بدأ بمشروع بث الانترنيت المجاني لشعوب الأرض وسيكتمل عام 2030 . أحدى أهم شركاته ” سبيس إكس ” لأنتاج الصواريخ التي تحمل المركبات الفضائية الى الكواكب، كما نجحت آخر تجربة بإطلاق صاروخ عابرة للكواكب وإعادته للأرض والهبوط بسلام على غرار عمل الطائرات بعد عدة محاولات فاشلة، اضافة لشركة “تسلا” للسيارات الكهربائية التي ستكون بديلة عن استخدام الوقود الملوث للهواء، عن طموحه بجمع هذه الثروة الهائلة يقول ماسك : هو تسريع تطور البشرية الى حضارة ترتاد الفضاء ، واريد أن أكون قادرا على المساهمة بأكبر قدر ممكن في المدينة على سطح المريخ ” ،
وآخر جائزة أعلن عنها الملياردير الشاب كانت 100 مليون دولار تقدم للخبراء والعلماء إذا تمكنوا من سحب ثاني أوكسيد الكاربون من الجو لغرض غلق فتحة الأوزون !؟
تقرأ عن أسماء وشخصيات عراقية أمتلكت مليارات الدولارات في غفلة من الزمن فتصاب بالدهشة وكأنك تشاهد برنامج “صدق ولاتصدق “، فهذا سياسي طارئ يملك كذا مليار، وذاك مصرفي مستجد يحول كذا مليار لحساباته الخارجية على رؤوس الاشهاد، وعامل خدمة تصبح ملكيته ثلاث مصارف وشركات ومباني وواردات لاتحصى، والمقاول الذي يستلم أكثر من مليار على مشاريع نصفها وهمية، وعشرات بل مئات قصص يبتكرها خيال الفساد في عراق النهب المنظم والمغطى سياسيا .
أين تستخدم مليارات أغنياء العراق الجدد ؟ ربما يعتقد البعض أنها دخلت في مشاريع لمكافحة الفقر الذي يزيد على 30% من العراقيين ؟ أو وظفت بمشاريع الطاقة الكهربائية التي تشكو الشح والانعدام لنصف ساعات اليوم العراقي ؟لعلها أستثمرت بمشاريع صناعية وزراعية وعمرانية تعيد الوطن الى وضعه الطبيعي قبل الاحتلال الامريكي !هل ساهمت بدعم قطاعات الصحة وبناء المستشفيات والمختبرات الحديثة وعلاج امراض السرطان والكلى وغيرها ؟ الجواب ..كلا .
ملايين ومليارات اللصوص الأغنياء تذهب لتخبأ في بنوك عالمية وعربية تستفيد منها وحدها ،وفي عمليات غسيل أموال ، ومشاريع إفساد ورشى لاصحاب القرار في السلطات المتعددة، وبعضها تذوب في بنوك الدول التي افلست وسقطت عملتها كما حصل في لبنان وايران ، والتزمت الصمت تجنبا للفضيحة ! يمكن أن نطلق على أموال الامريكي ” إيلون ماسك ” التي جمعها بعلمه ومغامراته الشجاعة بالأموال الذكية النافعة وحصادها العلمي لخدمة الإنسان على الأرض. بينما الاموال العراقية المنزوعة من حقوق الشعب بلا شرعية، فلا تحمل سوى صفة الأموال الغبية لأنها لاتستعمل سوى لأغراض انانية .
عذراً التعليقات مغلقة