ماذا تحقق من نبوغ ونضال المرأة في السياسات العمومية؟

آخر تحديث : الإثنين 7 يونيو 2021 - 2:14 مساءً
ماذا تحقق من نبوغ ونضال المرأة في السياسات العمومية؟


د فدوى أحماد 

Unknown 2 - قريش

كاتبة من المغرب

المرأة جوهر أصيل في الكينونة الإنسانية، وهي جزء لا ينفصل عن كيان المجتمع الكلي ، لأنها مكون رئيسي له، وهي منذ أمد بعيد شغلت وما زالت تشغل أدوارا مهمّةً.

وكانت وما زالت فاعلةً ونَشطةً في وضع القوانينِ والسياسات، وتسيير حركة الحياة السياسيّة وفي مجالات عدة، وبالتالي فدورُها كبير ومركزي لا يقل عن دور الرجل وأعمالها تبقى شاهدة في تحقيق الاستقرار والأمان للمجتمع وتطويره وتقدمه بين الأمم. 

فلا يمكننا تصور مجتمع متطلع للتقدم يهمش المرأة ويقلل من فرص حضورها وهي المالكة لقدرات فكرية ونفسية راقية !

لقد حقق نضال النساء من أجل انتزاع حقوقهن في الكرامة أولا وفي مجالات حقوقية أخرى مثل الشغل والمشاركة السياسية وغير ذلك نتائج هامة، لكن هذا الموضوع الحقوقي ما زال بين أخذ ورد ومناورة ومؤامرة، إذ أن الفوارق بين الجنسين هي فوارق ليست أصلية أو طبيعية بل موروثات ثقافية موسومة بالنظر الدوني والشعور بالامتياز لدى فئة من الرجال في مواقع مسؤوليات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.. 

وفي هذا الإطار، نلاحظ في بلدنا استمرار لغة ذات مصطلحات مشوشة من قبيل “الكوطا” و”المناصفة الشكلية” وتمطيط الزمن لجعل مطالب النساء لا تعرف نهاية لمناصفة حقيقية قائمة على العدل الذي لا تخرج مفاهيمه عن الحق واعتبار القدرة والكفاءة والنبوغ بدل التسويات الخشبية؛ وحصر الدلالة الحقوقية في شكل الكرسي وليس في جوهره أو اعتبار النساء مركبات إضافية وليست مكونات أساسية في الجملة الحقانية..

إن مناصرة المرأة، لا بد أن ترتكز على الإقرار والاعتراف بالأحقية الكاملة في تولي المسؤوليات والمناصب، ليس بمنطق الريع الحزبي والسياسي ولكن بمنطق الحق بمعانيه المطلقة، فالحضور النِّسوي في الجامعة المغربية، وفي الإدارة العمومية، وفي حقل المقاولات، وفي المشهد الثقافي، وفي الحقل الديني، لشاهد على نبوغها لكن فعل المصادرة والرؤية الدونية مازال عائقا دون تحقيق مناصفة أخلاقية حقيقية قائمة على الاستحقاق والقدرة والكفاءة.

 ورغم إقرار دستور 2011 بمفهوم المناصفة لكن ممارسة هذا المفهوم ما زالت بعيدة عن الجوهر الدستوري فرغم كل ما تحقق  من مكاسب في هذا المجال في المغرب مقارنة بباقي البلدان العربية إلا أنها لم ترق بعد للمستوى المطلوب.

وبالتالي فإن الهدف المراد تحقيقه هو التصدي لكل أشكال التمييز ضد النساء ورفع كل أنماط الحيف عنهن، لأن هذا الفعل الشنيع غير متناسب مع ما تبذله المرأة من عطاء متنوع وكبير.

مقال- على ضفاف الرأي- خاص لصحيفة قريش– لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com