من ادب المهجر
مَن يقرأ فنجاني المكسور؟
بدل رفو
غراتس\ النمسا
ابحث عن من يقرأ فنجاني المكسور ،
ويجوب في ذاكرتي ،
ليحتسي الشهد من كأس
فيه عطر لعناوين تعبقني
بلغة أمي ..!!
تركتُ دروب البكاء والوجع
لأبحث في عينيك ..
عن خرائط بلادي الممزقة المشتتة ..
عن صهوة خيوط الشمس ..
ودمع جريح في انثيالات شوقي
للقيا اطفال الكورد !!
*** ***
في مقهى وركن في باريس..
مدينة الأنس والجن والملائكة ،
ارتشفت كوب القهوة وجداً
ومطر يتفتت على نوافذ المقهى ..
فأسرتني النجوى في احضان نوتردام !!
في شفشاون .. عاصمة الروح المغتربة..
طبع وشم الطفولة على قلبي
من جراحات الأزمنة ووهج التاريخ ..!
ركضت وراء المدينة الزرقاء ،
لتتكسر النجوم على سلالمها البيضاء ،
وحجارتها من ظمأ المطر والشعر ..
ولآلىء طيبة الفقراء .!!
*** ***
بحثت عنك في انهار الدموع والدنيا ،
في الدانوب والسين ودجلة والراين ..
رأيتك في دروب العالم صوراً ممزقة
بقايا نزيف لجرح متقيح ..
تغتسلين بأخبار وطن ارهقه اللصوص ،
غدت مدنه خراباً تصطاد الوهم
ولاتتقن غير لغة الخضوع ..!!
*** ***
رأيتك سنبلة تتهالك في عنق زمن ،
في ارض تأودت باسم الوطن!
وبحثت عنك ..
في قبو شاعر الحرية ( شريف العمادي)*
و(شارع النجفي)** اكتنفته الشكوى والدموع ،
وما زلت ابحث عنك في مدن الدنيا ..
واليوم ..
ابحث عن من يقرأ فنجاني المكسور ..!!
هوامش
شريف العمادي: شاعر كوردي وصديق الشاعر منذ عام 1977 وبداياتهم كانت معا في الموصل.
شارع النجفي: من اشهر شوارع الموصل وتزدحم فيه المكتبات والمطابع ومحلات القرطاسية ورواد الفكر ، تأسس عام 1914 م !
القصيدة خاصة
لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
HasanShaker منذ 3 سنوات
سلمت يداك يا أستاذ