حينمَا يجتاحُني هَوسُ الرَّكض
حسن حصاري
/ المغرب
– 1 –
هَلْ كانَ بِإمْكاني أنْ أمْحُوَ لوْنَ الليْل ..
ليْلٌ مُختبِئٌ فِي دقاتِ ساعة حائطِ غُرْفةٍ بَارِدة.
أتسَاءلُ بِشك مُتذبْذِب
عِندَما يَعْتريني رُهابُ الأفكارِ المُغْلقَة.
طالمَا رَاوَدتنِي الجُرْأة،
عَلى ابتِلاعِ هَواجِسي
لِأبادِر في شرْعِ كلَّ نَوافِذ هَلعِي…
وَحَتْماً أدرِكُ بِأني،
سَأواصلُ هوسَ رَكضِي
رَكضِي المُتقطعِ،
وَراءَ وَساوِس أفكاري المُلتبِسَة.
هَكذا أنا،
يَروقُ لِي كثيرا في نَهاراتي المُظلمَة،
العَبث بِالتأويل:
هُو الليْلُ ..
لوْنٌ دَاكنُ الدَّهاءْ،
يَملأ فَراغاتِ البَياضِ المُتناثِر
بِداخِل أنفاسي اللاَّهتة،
يُشعِرُني أكثرْ …
بِرغبةٍ جَارفَة فِي النَّحِيب
كمُغْترِبٍ بِلا قلب،
تَجرَّدَ مِنْ كلِّ عَواطفِ ذِكريَاتِه،
أضاعَ في فتنةِ سَوادِه
بَوْصَلة العودة ..
تِلكَ العوْدَة الأخيرَة
إلى أولِّ الظلِّ.
ذاكَ الظل الذِي …
– 2 –
ما أغربَ خُلوتِي إلى القلق،
تثورُ سَريعا بِداخِلي،
براكينُ سُؤالاتي الخَامِدة.
مَا كَمُّ مَخاوفي المُدَّخرَة التِي،
سَتعْصِفُ بِي كدُخَّان …؟
تُحيلُ تعابيرَ وجهي عِندَ الأسْوأ،
إلى رَماد أجْوِبةٍ مُبهمة .. ؟
فماذا لوْ..
لوْ غلَّقتُ نَوَافذِي المُغْلقَة
فِي وَجهِ هَذا البَحر وَرائِي؟
لمْ يَعُد بِوُسْعِ عَيْناي الجَافتين
أن تترَقُّبِ،
خَبايا مَوجِه المُتخاذِلِ فِي المَد
نَحوَ شطِّ تعاستي المُفرِطة فِي التفاؤل.
فلسْتُ سَمكةَ رمل
لأبْتلِع عَلى الدَّوَام،
طحالِبَ مِلحَ بِحار جاحدة.
وكفزَّاعةٍ مِنْ وَرَق
أراقصُ منْ بَعيد،
هَديرَ سُكونِ عَواصِفِهِ المُتأخِّرَة طويلاً،
طويلا عَني،
فِي الطوفانْ.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة