ليست حرائق الجنوب.. إنها الجزائر

آخر تحديث : الأحد 18 يوليو 2021 - 11:10 صباحًا
ليست حرائق الجنوب.. إنها الجزائر

خالد عمر بن ققه

Screenshot 2021 07 18 at 11.06.12 - قريش
خالد عمر بن ققه -كاتب وصحفي جزائري

حرائق على الأرض بلغت العنان صعوداً في أعالي الجبال شمالاً، فجعلت الخنازير البرية غير المشوهة، ترحل بعيدا، باحثة عن ملجأ، مغارة، والأكثر من هذا عن الماء، وأخرى امتدَّت أفقيّاً في الأرض، حتى غدت جمرا ولهيبا، وأصبحت” الصحراء” تجربة أرضيَّة لجحيم رُعْبنا منه غِياباً.. فما بالكم من دنا منه، أو فرض عليه أو حتى لفحه من بعيد؟

الحرائق تشتعل في الغابات بفعل البشر ـ من ذنوبهم خاصّة ـ لكن ما الذي يشعلها داخل المدن والقرى؟.. أتَكُون الحرائق في الجزائر بامتدادها عودة لفعل” الكاهنة” من جديد؟.

لنتجنَّب ونحذر شعوراً ينمو في الجنوب ـ آت من المدن الكبرى ـ يطالب بحقوق، جعل منها السّاسة بجهلهم نقيضا لحقوق الجزائريين جميعهم.الصراع من أجل الحقوق، هو دائما بين المستضعفين والمستكبرين، ولكنه لا يخلو من السفاهة والشطط من الطرفين، لذا فإن من يحرق مؤسسات الدولة هو كمن يحرق نفسه، وهو وجه آخر ـ ضحية كان أم جلاداً ـ لأولئك الذين يحرقون الأنفس بأشكال مختلفة داخل بلادنا.. بل يحرقون الآمال والطموحات، وحتى المستقبل.

لنتفادى إذن سفاهة عامة.. ولنجعل الحرائق داخل الأنفس تقضي على منابت السوء التي تعمنا، قولا وفعلا.يا سادة، تأملوا كيف تلتهم الحرائق العلاقات والقيم، نتيجة” الذبول السياسي”، فقد كانت بالأمس القريب هناك، واليوم هنا، وغدا ستكون هناك من جديد..

إنها سعي لطُهْر مُرْتَجى، نأمل أن يعم بلادنا كلها، ما يعني أن الحرائق، وإن اشتعلت في الجنوب، هي في النهاية جزائرية عامة وشاملة. هنا نسأل: أيكون العلاج بالنار الظاهر في الشوارع لجسد الدولة، معبرا عن حالة أكبر من اليأس وأقل من القنوط.. لِيِنْتِبِه السّاسة قبل أن تصبح البلاد.. كل البلاد رماداً.

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com