عبدالواسع الفاتكي
من مواطن يمني يعيش في الجمهورية اليمنية ، إلى سيادة رئيسها عبدربه منصور هادي ، والتي تقع جنوب المملكة العربية السعودية ، التي تقطن فيها سيادة الرئيس ، منذ عدة سنوات ، لك تحية يمنية ممزوجة بالوجع والقهر والألم بالحرب والجوع والمرض.
سيادة الرئيس ، استسمحكم عذرا ؛ لأرسل لكم هذه الرسالة ، التي أرجح أنها لن تبلغ مسامعكم ؛ لأني لست من المسؤولين الكبار ، المحيطين بك ، أو من حاشيتك ، أو من أبناء الذوات ، الذين يسهل لهم أن يصلوا إليك ، وتستمع إليهم .
أنا يمني من ملايين اليمنيين الذين انتخبوك في 2012/2/21م؛ لتقود اليمن كما كنت تقول لنا : لمستقبل أفضل ، أبعث لك بهذه الرسالة باسم ملايين اليمنيين ، الذين يتضورون جوعا وخوفا ومرضا ، المحرومين من الحياة الكريمة ، باسم شعبك الذي ينقرض ، وبلدك التي يسير نحو الهاوية هل تسمعني سيادة الرئيس ؟!
اليمن يا سيادة الرئيس ، يتشظى ، يندثر ، كرامة اليمني تختفي تحت وطأة الحاجة والفقر وبؤس الحياة ، وغياب الأمن والاستقرار .
هل تعلم يا فخامة الرئيس أن الدولار وصل للألف الريال ؟ هل تصدق ذلك أم تظننا نكذب ؟! حسنا سيادة الرئيس ، هل بالإمكان أن تتنكر وتعيش بيننا ؟ يوما واحد فقط ؛ لترى كيف نعيش كيف تسير حياتنا تحت كنف رئاستك ، هل تعرف سيادة الرئيس بما يجري في بلدك ؟! هل تسمع نشرات الأخبار ؟! هل تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ؟! هل يخبرك مسؤوليك عما يحدث في الداخل ؟! هل أخطأت يوما واتصلت بمواطن يمني ؟! وسألت عن حاله ، وعن أوضاعه ؛ لتطلع على ما يجري ويحدث في اليمن ، هل تعتقد أن كل ما تسمعه عنا أو تقرؤه إن كنت تسمع وتقرأ بهتانا وإفكا ؟! نحن لا نكذب ولا نفتري سيادة الرئيس ، تعال بيننا ، وتأكد بنفسك ، إن كان لديك ذرة شك فيما نقول !
سيادة الرئيس ، هل مازلت تتذكر مقولتك المشهورة : “عادت عمران لحضن الدولة” عندما أسقطت المليشيات الحوثية الإنقلابية عمران ، هل كنت تدرك وتعي ما تقوله ؟! ثم ماهي الدولة التي كانت غائبة ؟! وعندما سيطر الحوثيون على عمران عادت لها عمران ، سقطت صنعاء بيد الانقلابيين الحوثيين ، خرجت بعد سقوطها بزهاء يومين تقريبا ، كما اتذكر ، وقلت : صنعاء لم تسقط ، ما هو السقوط في نظرك سيادة الرئيس ، ثم ماذا تفسر حصارك في صنعاء من قبل المليشيات الحوثية وقتل أفراد حراستك ألم يكن ذلك سقوطا لصنعاء ؟!
سيادة الرئيس ، شعبك يموت ببطء ، اليمن ينهار ، الحال الذي وصل إليه اليمنيون لا يطاق ، لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد .
هل حدثت نفسك يوما ما أن تلبس بزتك العسكرية ، وتزور إحدى جبهات القتال ؛ ليشعر اليمنيون أنك فعلا مازلت قائدهم ، وأن القائد سيظل على العهد والوعد ، تخيل معي ، كم مقدار الأثر الذي ستتركه هذه الزيارة على نفوس اليمنيين ؟ نحن طيبون جدا يا سيادة الرئيس ، والتدليس علينا من السهولة بمكان ، زيارة منك لجبهات القتال ، أو خطاب تلقيه علينا من داخل اليمن ، في حفل افتتاح طريق أو مستشفى ، يجعلنا نغض الطرف عن كثير جدا من الفشل والقصور ، لماذا تبخل علينا كل هذا البخل ؟! ولماذا لا تدلس علينا ؟ وتمنحنا حتى أوهاما ، نعيش على أمل تحقيقها !
سيادة الرئيس ، هل تصلكم معلومات عن مدى الرفاهية والثراء ؟ الذي يعيشه مسؤولوك في الداخل أو الخارج ، هل تنامى إلى مسامعك ، ماذا يصنعون ؟ وكيف يمارسون سلطاتهم ؟ إنهم امتلكوا من الأموال ما تنوء بحملها الجبال ! استثمروا أوجاعنا وألامنا مصارفا ومشاريع استثمارية وفللا وعقارات في الداخل والخارج ، سيادة الرئيس ، كثير من مسؤوليك من الصف الأول والثاني والثالث يعدون ثاني أكبر من يشتري العقارات في مصر وتركيا.
مازال اليمنيون وسيظلون ينادونك سيادة الرئيس ، رغم كل ما يعانونه ، ورغم أن كثيرا منهم يشعر بمرارة اليأس والخذلان ، الذي يتسرب إلى نفوسهم مع كل ما يلاقونه من شظف العيش وانعدام الأمن والاستقرار ، سيادة الرئيس، أنت المسؤول أمام الله ثم أمام الشعب ، الذي أسند لك مهمة قيادته في هذه المرحلة الحرجة ، لن تعفيك الصعوبات التي تجدها ، والمؤامرات التي تحاك ضد بلدك من تحمل مسؤوليتك التاريخية .
لديك من الأوراق ما تستطيع بها أن تنقذ بلدك من الضياع ، لماذا تصر على الصمت ؟! شعبك يحترق ، بلدك تتثلاشى ، كم بقي من عمرك ؟ وفي أي صفحة من صفحات التاريخ تريد أن تكتب فيها ؟! وماذا تريد أن تقول عنك الأجيال القادمة ؟!
سيادة الرئيس ، إذا كانت ظروفك لا تسمح لعودتك للداخل ، هل ظروف مسؤوليك من نائب الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى لا تسمح بعودتهم ، لماذا لا تجبرهم على العودة لأي محافظة محررة ؟! هل ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ؟!
هل إدارة الدولة في ظل هذا الظرف العصيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أجدى وأنفع ؟! لم نخطئ يوما ما عليكم سيادة الرئيس، ولا على مسؤوليك ، نحن مواطنون في غاية الأدب ، نحن الذين بحت أصواتنا بالدعاء لك بالخروج من حصارك في صنعاء ، سالما معافى ؛ لأنا نرى فيك أحلامنا في بناء يمن التنمية والعدالة والاستقرار ، نحن الذين تمكسنا ومازلنا متمسكين بشرعيتك ، التي نعدها طوق نجاة لليمنيين من كل مشاريع التمزق والانقلاب على الجمهورية والدولة .
نحن الذين نناديك يا سيادة الرئيس ، ونهتف باسمك في كل مناسبة ، تقتضي ذكرك ، بيا سيادة الرئيس ، فهل مازلت تتذكر أنك رئيسنا ؟!
#عبدالواسع_الفاتكيكاتب ومحلل سياسي يمني
عذراً التعليقات مغلقة