د.فارس قائد الحداد
التصريحات التي حملتها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي عقب اجتماعه الاخير حول أزمة سد النهضة اثبتت فعلياً حالة الفشل الذريع لمجلس الأمن الدولي وغياب دوره في ايجاد حل والتوصل إلى اتفاق ملزم مرضي لازمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا.
كانت الخارجية المصرية تقدمت بمذكرة احتجاج لمجلس الأمن الدولي ودعوته لانعقاد جلسة طارئة لمناقشة أزمة سد النهضة واستمرار أديس أبابا بالصلف والعنترية والمكابرة والتمرد على القرارات الدولية ذات الصلة بحقوق مصر والسودان من مياة النيل المنصوص عليها في القوانين والاتفاقيات الدولية المبرمه مع الجانبين المصري الأثيوبي.
مجلس الأمن الدولي بجلسته الاخيرة وبحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري التي عقدها الاسبوع المنصرم لبحث ازمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا مخيبة للآمال على امتداد الشارع العربي والدولي وأظهرت حالة العجز والغباء السياسي لمجلس الأمن في إدارته وتعاملة مع كل الأزمات والخلافات الإقليمية والدولية باعتباره مؤسسة اممية محادية ومعنية في حل المشاكل والخلافات بين البلدان والشعوب .
تأكيد الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي والمسؤليين المصريين في اكثر من مره منذ بداية ازمة سد النهضة ودعواتهم المتكررة لحل الازمة بالطرق المشروعة والسلمية قائلين للعالم ان ايادينا مفتوحة للسلام الذي يحفظ لمصر سيادتها وحقوقها المائية المشروعه وأن مصر ستقطع اليد التي تحاول المساس بحقوقها وسيادتها المائية.
وامام دعوات السلام المصرية _ ما زال يقابله الغباء والمكابرة السياسية الانتحارية الفاشلة والتمرد الاثيوبي الذي ينتهجا رئيس الوزراء ابي احمد وحكومته ، وتمردها على القرارات الدولية ذات الصلة ، بحق السيادة المائية المصرية ،لكن هناك أسئلة تطرح نفسها : هل يريد ابي احمد وحكومته قطع شريان مصر والسودان المائي من النيل ؟الاجابة لا ولن يستطيع فعل ذلك ، فإذا كان هدف اديس ابابا من بناء سد النهضة وقطع المياه عن الشعب المصري من اجل تحقيق التنمية المزعومة فإن تحقيق التنمية لا يكون على حساب حقوق الشعب المصري والسوداني .
.يبدوا ان ابي احمد وحكومته يسير كالاعمى في طريق الخطأ ويقود قارب دولته والمنطقة الى الغرق في اتون الخلافات والنزاعات والحروب الدموية ،ولماذا يريد الانتحار بنفسة وببلاده ، بدون اي فائدة ؟ لن يحصد منها الا الشر ولن ينجوا منها حتى بجلدة اذا اندلعت الحرب لا سمح الله.
حيث بدأت الدبلوماسية المصرية تكثييف تحركاتها الدبلوماسية الدولية بنجاح فاق كل التوقعات واثبتت جداره القيادة المصرية بالتعامل مع معطيات ازمة سد النهضة بعقلانية ، واضعة بيدها الحكمة ودعوات السلام وباليد الاخرى البندقية لقطع كل الايادي الآثمة التي تحاول المساس بحمايتها وسيادتها وحقوقها المائية المشروعه وهذا ما يجب تفهمة أديس أبابا والاسرة الدولية .
ياتي انطلاق القيادة المصرية الحكيمة والشجاعة في التواصل مع كل الاطراف الدولية بدء من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي اخرها مجلس الأمن الدولي يهدف الى تأكيد ان مصر مع كل شركاء ورعاة السلام والوسطاء الإقليمين والدوليين وعلى اساس ذلك طرح ملف ازمة سد النهضة على مائدة اي وسيط اقليمي او اممي او دولي ، وان اي نجاح في احتوى الازمة والخلاف شيء ايجابي للعالم والمنطقة كلها وان فشل جهود الوساطات لسبب عدم جديتها او عدم صدق نواياها او لتعصابها وانتهاجها سياسة الكيل بمكيالين وعدم القيام بدورها كوسيط محايد لحل الازمة سليماً هو فشل لكل الاطراف الاقليمية والدولية والاممية المتشدقين باسم السلام وسيكون لهذا الفشل تداعيات خطيرة ومؤلمة على المنطقة والعالم ولن يكون احد في مأمن .
كما فضحت وجردت وعرت كل القوى العربية والدولية وكشفت للعالم اجمع حقيقة المؤامراتهم والدسائس القذرة والنوياهم الخبيثة اتجاه مصر العربية .
اعتقد ان الوساطات الاقليمية والاممية والدولية اخرها وساطة مجلس الامن فاشلة وعاجزة وغير مهنية وغير محايدة ومرتهنه ومسيرة ومسلوبة قرارها ومنافقة بامتياز وأنها اصبحت جزء في تغذية نيران الخلافات الحروب والمشاكل الحاصل في المنطقة والعالم.
القيادة المصرية تدرك جيداً ان فشل المفاوضات مع أديس أبابا والوصول إلى طريق مسدود هو فشل لكل الوساطات الدولية والاممية ،واعظم انتصار لها حينما ستضع كل الوساطات الاقليمية والاممية والدولية والعالم امام الواقع واقامة كامل الحجة عليهم ، وبمساندة والتفاف شعبي وعربي مع حقوق مصر المائية فإن امام القيادة المصرية السودانية بنك من الخيارات المؤلمة والاشد الماً للعدو وهذه قرارات بيد القيادة المصرية ستتخذها في وقته المحدد .
وحينها لن تجني أديس أبابا والمنطقة والعالم غير الشر والندم .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
لماذا يرفض ابي احمد وحكومته دعوات السلام والجلوس على طاولة المفاوضات لحل ازمة سد النهضة مع المصر سليماً ؟وهل بدء العد التنازلي لبنك الخيارات المصرية المؤلمة مع أديس أبابا ؟
ناشط وصحفي يمني *
عذراً التعليقات مغلقة