بقلم : المراقب السياسي
زيارة السلطان هيثم بن طارق الى السعودية بدعوة من ملكها سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، ذات اهمية كبيرة في فتح صفحة علاقات جديدة بين الرياض ومسقط تليق بعاصمتين مهمتين خارج المسار التقليدي الرتيب والكسيح غالبا في مجلس التعاون الخليجي، الذي كان التعاون فيه أمراً نادرًا أو مناسباتيا لإسقاط الفروض ليس أكثر، بعد الفشل الواضح في تجديد آلية عمل المجلس المراوحة على افكار وصيغ من صنيعة أيام حرب الخليج في الثمانينات من القرن الماضي.
العالم تغيّر كثيراً، والمجلس لم يتجدّد بفاعلية . ولعل السعودية أدركت اليوم، بعد أن ضاعت أوقات ثمينة، وهي ركيزة المجلس وقلب الخليج انَّ سلطنة عُمان باستقلاليتها وشخصيتها واضحة المواقف في التعامل الحيادي، إنّما هي عنصر غنى في المجلس وليست عنصرًا كمالياً تزييناً، كما ظنَّ وشكّكَ بعضُهم.
سلطنة عُمان في عهد هيثم بن طارق، هي غيرها في العهود السابقة، برغم اشتقاق الخطوات من نفس الطريق، لكن هناك ديناميكية في مسقط اليوم مختلفة ولابد من التعاطي الايجابي والسريع معها.
انطلاق التنسيق عالي المستوى بين الملك والسلطان هو الاتجاه الصحيح للإفادة القصوى من العلاقات الثنائية كفاعلية أهم في نتائجها العملية من الدوران في عموميات مجلس التعاون الخليجي، الذي تبقى نفعية الحاجة اليه
بروتوكوليةً، ليس إلّا.
إنَّ العلاقة بين مسقط والرياض، لا تحكمها الملفات الظرفية الساخنة بما يخص اليمن والحوثيين وايران، وانّما هي استراتيجية بمعنى الكلمة في منطقة لا يمكن ،أن تفكر، وليس أن تتصرف دولة لوحدها.
إنّنا في خضم هذا الانفتاح السعودي العُماني الذي قد يراه الغرباء عادياً، وهو في حقيقته تطور نوعي، نراه ينبع بوضوح من رؤية ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، المثابر بلا كلل ،والحريص على اجتراح طرق جديدة لتغذية العلاقات السعودية التي اصابها التكلس أحياناً مع العرب، على نحو ذي هدف تضامني يحقق المصالح المتبادلة بما يرضي جميع الاطراف ولا يقصي أحداً.
عذراً التعليقات مغلقة