رحيقُ الْعوسَج
هشام استيتو
شاعر من المغرب
أَمْشِي وحيدًا
عبر أجسادٍ مُتناثرةٍ
يسكنُها التِّيهُ نهارًا
وتنامُ في ليال الشَّجن
بالأضواء والصَّخَبِ
أحملُ أنفَاِسي
بصمت الأرض ،
وعراءِ الشَّجَرِ
لكي أقْتَبِسَ من الْحُفَرِ
قمرًا للسَّماء
وأمضِي من كُوَّة الْأحْلاَمِ
لطيفًا كالضَّباب
أنقشعُ سريعًا
أمامَ الْعُمْرِ
وأتَسرَّبُ شفيفًا
من بين أصابع الزمان
متعبًا وهادرا كالنَّهر
لا يُمْكِنُ النُّزول إليه مرَّتين
أُلوِّحُ مِنْ ثنية الْجِرَاحِ
في قُلُوبِ الْعُشاقِ
بجنَّةٍ تختزلُ الْحَدَائِقَ
شوكًا على سَاقِ الْوُرُودِ
وتَسْتَغْرِقُ الآلاَمُ
بيدٍ مِنْ حَرِيرٍ ،
تغزلُ الإشراقَ خَيْطًا
لرَتْقِ نُدْبَةٍ
في وَجْهِ سِرْوَةٍ
يَخْرُجُ مِنْهَا كَأْسٌ
بِرَحيقِ الْعَوسج
والانْتظارْ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة