قريش: اسطنبول
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الأربعاء، عن تطور هام في مسار العلاقات الثنائية بين تركيا والإمارات.
وقال أردوغان في مقابلة تلفزيونية محلية، “أعتقد أن الإمارات ستقوم قريبا باستثمارات كبيرة في بلدنا، إذ لديهم أهداف وخطط استثمارية جادة للغاية”.
الامارات قررت الخروج من باب الخصومة مع تركيا ، بعد الانفراجة في الازمة الخليجية ، والتقارب السعودي القطري القوي ، لتعمد الامارات الى منازلة قطر في معقل اقوى حلفائها عبر استثمارات وتسهيلات للجانب التركي تفوق التصورات العادية.
اردوغان استقبل المسؤول الامني الاعلى في الامارات، في لقاء غير عادي، لتوكيد اهمية الزيارة في حسم الخلافات وانهائها، وهي محاولة لتصحيح السياسة الخارجية الاماراتية التي اضطربت في اعقاب الفشل في حشد التأييد الدولي ضد دولة قطر في طوال السنوات الخمس الماضية في اقل تقدير .، بحسب دبلوماسي تركي تحدث الى مراسل -قريش – في اسطنبول .
وذكرت الأربعاء، رئاسة دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية في بيان، أن “الرئيس رجب طيب أردوغان، استقبل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأشارت إلى أن “أردوغان وطحنون بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية وقيما آخر التطورات على الصعيد الإقليمي، والاستثمارات الإماراتية في تركيا”.
ونشرت الرئاسة التركية صورة للقاء الذي دار بين الرئيس التركي ومستشار الأمن الوطني الإماراتي.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن طحنون بن زايد “نقل إلى الرئيس التركي تحيات رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة”.
وكانت السلطات الاماراتية الامنية قد امرت جميع وسائل الاعلام الاماراتية منذ شهر اذار الماضي من التعرض لتركيا بسوء ، فضلا عن ايران والحوثيين.
بدوره، وصف أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، لقاء الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني الإماراتي مع الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان، في أنقرة يوم الأربعاء، بأنه “تاريخي وإيجابي”.
وقال قرقاش في تغريدة على حسابه في “تويتر”، “اجتماع تاريخي وإيجابي للشيخ طحنون بن زايد مع فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وأشار قرقاش إلى أن “التعاون والشراكات الاقتصادية كان المحوّر الرئيسي للاجتماع”، قائلا إن “الإمارات مستمرة في بناء الجسور وتوطيد العلاقات، وكما أن أولويات الازدهار والتنمية محرّك توجهنا الداخلي فهي أيضًا قاطرة سياستنا الخارجية”.
وفي 12 آذار/مارس 2021، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن تحسن العلاقات بين تركيا والسعودية والإمارات ممكن “في حال لمست تركيا خطوات إيجابية من الجانبين”.
وأضاف تشاويش أوغلو “في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل والأمر ذاته ينطبق على الإمارات”.
وقال تشاويش أوغلو أيضا “نشهد مزيداً من الرسائل الإيجابية من الإمارات، ونرى تراجعاً في الحملات السلبية المنظمة التي تستهدف تركيا”.
فيما لا تزال العلاقات التركية القطرية تشهد تطوراً متنامياً وتعاوناً متواصلاً على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير واتفاق في وجهات النظر، تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.
وهي العلاقة الاستراتيجية التي لايمكن زوالها ، بحسب المصدر الدبلوماسي التركي ذاته ، وان اي تقارب خليجي مع انقرة لن يكون على حساب متانة العلاقات القطرية التركية .
و كانت قد تعززت العلاقات على المستوى العسكري، في حزيران/يونيو 2017، حين دخلت اتفاقية التعاون العسكري حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان التركي عليها، واعتمادها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبموجب الاتفاقية، تمت إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، وتنفيذ تدريبات مشتركة.
وتنص الاتفاقية على تشكيل آلية من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري، والصناعات الدفاعية، والمناورات المشتركة، وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين.
عذراً التعليقات مغلقة