د.فارس قائد الحداد *
الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في إيران التي اندلعت شرارتها قبل ايام قليلة في الاحواز لتمتد الى محافظات كثيرة منها العاصمة طهران معقل السلطة الدينية للنظام الإيراني ، حيث خرج الآلاف من المتظاهرين رافعين شعارات مناهضة للنظام الإيراني مطالبين برحيله مرددين “عـار عليك ياخامنئي،أتـــرك البلد”، و”الموت للدكتاتـور”،و”يجب أن يرحل الملالي مـــن إيران” وغيرها من الشعارات المناوئة لنظام الارهاب الاسلاموي والاستبداد في ايران .
يأتي اندلاع المظاهرات الشعبية الغاضبة جرء استمرار السياسات العدائية والانتهاكات البشعة للنظام المصحوبة بالقمع والارهاب ضد الشعب الايراني .فضلا عن تنامي حاد في الأزمات الاقتصادية المعيشية وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وغياب الخدمات الأساسية مثل انقطاع المياه والتيار الكهربائي عن كثير من المحافظات الإيرانية وخاصة سكان الاحواز الذين يعانون من الامرين انقطاع المياه واستمرارية البطش والتنكيل والارهاب الذي يمارسة النظام الإيراني بحق الالاف من اهالي الاحواز منذ عقود من الزمن، اضافة الى ما يعيشه النظام الإيراني من ازمات داخلية وخارجية منها انتهاج النظام الإيراني سياسة العدائية وتدخلاته العدوانية في شؤون الدول الاخرى ودعم وتمويل الجماعات والاحزاب الاسلاموية المتطرفة في الشرق الاوسط وافريقيا وأوروبا لزعزعة الامن والاستقرار الدوليين .
وامام تنامي حالات الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في البلاد دفع النظام الإيراني بمئات العشرات من التعزيزات الأمنية والعسكرية من عناصر الامن والحرس الثوري للاحواز وساحات المتظاهرين في طهران وغيرها من المدن بهدف تطويقها فارضاً حصار مطبقاً ومستخدماً كل اشكال القوة والعنف بشكل مفرط ضد المتظاهرين العزل.حيث سقط المئات من المتظاهرين بين قتيل وجريح واعتقال المئات منهم على يد الة الارهاب والقمع لعناصر الامن والحرس الثوري..
حيث نددت الكثير من منظمات حقوق الإنسان منها منظمة المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة هيومن رايتس ووتش بالجرائم الوحشية والاعتقالات التعسفية للنظام الإيراني بحق المتظاهرين ، كما طالبت الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية للتضامن مع المتظاهرين وتوفير إجراءات الحماية لهم وفق القانون الدولي وحقوق الإنسان ودعت النظام الإيراني عن التوقف عن ممارسة جرائم الانتهاكات بحق المتظاهرين..
كما طالبت منظمات اممية ومنظمات حقوق الإنسان والمتظاهرين الى توثيق جرائم الانتهاكات والقتل الوحشي ، للنظام الإيراني ومحاسبة النظام الإيراني على جرائمة وتقديم ملف جرائم الانتهاكات والقتل الوحشي بحق المتضاهرين الى القضاء الدولي والجنايات الدولية .
ومع تصعيد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في البلاد ،وجدت السلطات الاسلاموية المتطرفة في إيران نفسها في مأزق وخاصة بعد انفراط حبل السيطرة وزيادة الاحتجاجات الشعبية قوه وصلابة حيث حاولت احتواء الاحتجاجات تارة باستخدام العنف والقوه القمعية وتارة ببعث رســـائل المرواغة والتخدير المتأخرة التي دعى اليها الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني و المرشد المتطرف خامنئي، ووعوده العرقوبية بتوفير الخدمات الأساسية لهم منها توفير المياه والكهرباء…
المتظاهرون يرون ان دعوات ارهابيي النظام باجراء اصلاحات ما هو الا نوع، من الوعود الزائفة والكذب مؤكدين بالوقت ذاته ،على ضرورة استمرار ثورتهم الشعبية مهما ،كان الثمن وان ثورتهم انطلقت لتقول للعالم والنظام الإيراني لا يمكن التراجع، حتى رحيل واسقاط نظام الخميني وعصابته الارهابية .
ما يحدث اليوم في إيران من ثورة شعبية واحداث وازمات داخلية وخارجية، ما هي إلا انقلاب السحر على الساحر الايراني نفسه، وبدء النظام يتجرع كأس العلقم ويدفع الثمن الباهض جرء استمرار السياسات العدوانية، الخارجية والداخلية والانتهاكات البشعة بحق الشعب، والمتظاهرين ولا يمكن ان يعيش الإيرانيون حياة كريمة الا بزوال ورحيل نظام الخامنئي وعصابته.
ناشط وصحافي يمني*
عذراً التعليقات مغلقة