حقيقة عارية
عصمت شاهين دوسكي
شاعر كردي
بانت حقيقة عارية
على مسرح الدمى البشرية
هزت خصرها
بكت على فوضى النُهى الخاوية
ترجلت من مسرح مهموم
مسحت عن وجهها الغيوم
صرخت أنا حقيقة عارية
ألا تنظرون .. ؟
ألا تبصرون .. ؟
ماذا تنتظرون خلف ستائر عالية ..؟
تلطمون .. تنحبون
تدمون .. تبكون
كالثكالى على راحل بلا عودة دانية
أنا حقيقة عارية
بلا رتوش بلا ألوان
بلا شهرة بلا إعلان
فمَن يُملي على الملأ خطابي …؟
مَن يتجرأ بلا ثرثرة ..؟
مَن يسمو بلا مجزرة ..؟
رافعاً الراية الإنسانية
+++++++++
حقيقة عارية
لا تمثالَ مزركشاً بالأكاليل
لا صلصال تطوعه عناده الانامل
لا إله من تمر الجاهلية
أبو لهب ما زال يلهب
يطوف على دولار وذهب
يقيم على أبراج عالية
والماسحون والمانحون
منافقون لمّاعون
غارقون في بحور نارية
القلوب بين الثرى والثريا
تهوى ما تجلّى
تسكن فيها نبضات طرية
أيها الساكنون في المحراب
لا سوق عكاظ ولا خطاب
بل هروب من حقيقة عارية
++++++±+
ضجّ المسرحُ بالتصفيق
نال استحسانَ كل غريق
صفق الباطل بالاحذية
الجميع راض بالإهانة
ذلة .. مسكنة .. إدانة
رفعت أيدي الهزيمة الراية
العيون ترى ولا ترى
القلب أدمى بما يرى
كيف تبصر العيون الراوية .. ؟
خرج الجمهور بلا دليل
والباطل خلفهم من الضحك منهك كليل
تركوا على المسرح حقيقة عارية
عادوا إلى دنياهم اللاهية
الطيفية الفارغة الفانية
تركوا خلفهم أملاً من صحوة غافية
فأي حقيقة تبحثون
والحقيقة ظاهرة علانية ..؟
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة