سامي مهدي يكتب عن رحيل أمجد محمد سعيد

سامي مهدي يكتب عن رحيل أمجد محمد سعيد

آخر تحديث : السبت 14 أغسطس 2021 - 6:33 مساءً

سامي مهدي

12745729 160279334353419 376316199781515236 n - قريش
سامي مهدي

قمر الأناشيد.قمر الأناشيد مجموعة للشاعر الذي رحل عن عالمنا قبل أيام : أمجد محمد سعيد رحمه الله . وقد صدرت هذه المجموعة عام 2007 عن مكتبة مدبولي في القاهرة ولم أطلع عليها إلا بعد أن أهداني نسخة منها عند زيارتي القاهرة قبل أكثر من عامين .

والمجموعة كما قال الشاعر ( إضاءة شعرية على السيرة المحمدية ) . وتتكون هذه الإضاءة من ثلاث وأربعين قصيدة ، تسع وثلاثون منها تستضيء كل منها بآية من آيات القرآن ، بينما تستضيء كل من الأربع المتبقية بحديث من أحاديث الرسول أو غيره .

وتحاول هذه القصائد أن تلم بالسيرة المحمدية قبل البعثة النبوية وبعدها ، وتقرأها قراءة خاصة وتستبطنها لتكشف عن جلالها وعظمتها ، وربما كانت هذه أول محاولة من نوعها في كتابة السيرة النبوية .والقصائد هذه بلا عنوانات ، عنواناتها أرقام متسلسلة تبدأ بالرقم (1) وتنتهي بالرقم (43) .وقد تنوعت إيقاعاتها ، فمنها ما هو عمودي ، ومنها ما هو تفعيلي ، ومنها ما نثري ، ومنها ما يمزج بين التفعيلي والنثري ، فنحن أمام غنى كبير في الإيقاعات . ثم إنها تباينت في أطوالها فمنها ما هو قصير ، ومنها ما هو طويل نسبياً ، ومنها ما هو بين بين ، وهذا تنوع آخر . والشاعر ، كما هو معروف ، شاعر مبدع متمرس صدرت له من قبل عدة مجموعات شعرية ، ومسرحيتان شعريتان ، وملحمة متوجة بجائزة .ومجموعته الجديدة هذه تحاول أن تجمع بين تجربتين : تجربة روحية وأخرى فنية .

أما التجربة الروحية فتصدر عن رؤية دينية مألوفة ، هي رؤية المسلم المؤمن إلى نبيه الذي يحبه ويزكيه ويمجده ، وليس فيها أي كشف جديد ، أو أية تساؤلات خاصة ، ولكنها لا تخلو من تسام صوفي هنا وهناك ، ومع ذلك فإنها تدخل في حيز أدب المديح الديني ، في رأيي ، أكثر من أن تحسب على الأدب الصوفي .وأما التجربة الفنية فهي هذا الحوار الخاص الصامت ، ولكن المعلن ، بين النص الديني والنص الشعري ، بين القصيدة والآية القرآنية التي تتوج هامتها ، وهذه تجربة ليست مطروقة بهذا الشكل في حدود علمي .

ولكن هذا الحوار يبدو متعجلاً في بعض الأحيان ، أو ناقصاً . أو قسرياً ، وخاصة حين يكون الشاعر مضطراً لسد ثغرة تاريخية ، أو لتدارك نقص اكتشفه في مشروعه السيري ( مثل القصائد 7 و 15 و 42 ) بينما نراه حواراً حياً وخصباً وثرياً في أحيان أخرى ( مثل القصائد 16 و 17 و21 ) ، وعندئذ يظهر الشاعر وهو في أحسن تجلياته .

إن ميزة هذه المجموعة في كونها مغامرة فنية يخرج بها الشاعر عن مألوفه فيجرب ، مهما يكن حظ تجربته من النجاح . والشاعر أمجد محمد سعيد ممن عودونا الخروج عن مألوفهم من حين إلى لآخر، فهو لم يكتف بكتابة القصيدة المعتادة ، بل كتب إلى جانبها المسرحية الشعرية ، والملحمة الشعرية ، وها هو يقدم لنا في مجموعته هذه تجربة أخرى , والتجريب في هذه المجموعة لم يقتصر على محاورة النصوص الدينية بنصوص شعرية ، بل كذلك الكتابة بإيقاعات متنوعة :

235530726 1969991533154384 1876493059762364552 n - قريش
الشاعر الراحل امجد محمد سعيد والمذيع غازي فيصل والكاتب داود الفرحان والشاعر سامي مهدي ، في القاهرة

فيسبوك

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com