طالبان في حكمها الثاني. .  لا حرب ولا مقاطعة

طالبان في حكمها الثاني. . لا حرب ولا مقاطعة

آخر تحديث : الثلاثاء 17 أغسطس 2021 - 12:15 مساءً

بقلم : المراقب السياسي

سقط خيار الحرب دولياً في أفغانستان الى الابد، بعد الانسحاب الأمريكي وقرار الرئيس بايدن انهاء الحرب هناك فوراً. لا يوجد في الأفق المنظور أي دولة ترغب في التورط في الدخول الى المستنقع الافغاني الذي لم يجن أي محتل دخله ثمرة واحدة تساوي التكلفة الباهظة المدفوعة. تأسيساً على ذلك فإن واشنطن تدرك من المفاوضات التي خاضتها مع حركة طالبان في الدوحة ان الحركة قادمة لحكم أفغانستان، وليس ثمة مفاجأة سوى توقيتات بسيطة في دخول طالبان لكابول قبل وقت وجيز مما مقرر بسبب الفرار السريع للرئيس أشرف غني وأركان حكومته.

العالم الغربي، يشترط شرطين، هما الموقف من النساء وعدم السماح للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة بالمكوث في أفغانستان. ويبدو ان رسائل طالبان عبر ناطقها الرسمي تحاول بث الاطمئنان، من دون التصريح بأي تغيير في اركان العقيدة التي ستحكم من خلالها طالبان في دورة حياتها الجديدة بعد التجربة المريرة في الحكم اول مرة، الذي سقط العام ٢٠٠١.

 لكن اندفاع روسيا والصين وايران للتعامل مع حكم طالبان، هو المؤشر الذي سيجعل العالم الغربي والولايات المتحدة خاصة في موقف التعامل الإيجابي مع طالبان ، مادام الخيار العسكري لم يعد موجوداً ، سوى من خلال القصف عن بعد ، وان هذا الخيار سوف يقود الى مواقف تصعيدية من طالبان ولن يفيد الغرب .

 دول جوار أفغانستان لن تصغي الى أي املاءات أمريكية بعد الان ، وستتنافس من اجل كسب ود النظام الجديد في كابول.

فالفروق بين نظرية الحكم في ايران وافغانستان تلتقي في نقاط كثيرة ، وبالتالي لن يجد عمالقة المحيط الاقليمي اي مانع في اقامة افضل العلاقات مع الحكم الافغاني الجديد.

لكن ارض افغانستان ستظل حبلى بالمليشيات وامراء الحرب الذين يعتاشون على الخارج وينفذون اجندات في الداخل، لذلك لا يمكن استبعاد عودة حركات التمرد على طالبان ذاتها في مناطق نائية وذات بيئة مناوئة لها منذ عقود .

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com