بَعْضُ الْحَكايا تعودُ إلى مُبْتَداها.
محمد شاكر
شاعر من المغرب
الآنَ..
تمْشي بي العلامات ُ ،
وإنْ خَفِيتْ في انْعراجات الطُّرقْ .
لا شأنَ لي ،
بوعْثاءِ المسافاتْ ؛
إن كنتُ أسْعى ببصيرةِ الألمْ .
أغْرفُ مِن صَبرٍ حَكيمٍ ؛
لا يَظْمأ الخَطوُ، فيهِ ،
ولا تَحْرنُ الكلِماتْ .
سَيَّانَ ..
يَسْتقيمُ السَّبيلُ إليَّ ،
أو يَرومُ تيهَ الفلواتْ .
لكنْ ، لماذا يتفرَّق سِربُ الحَكايا ؛
في اتجاهات لا أعْرفها ،
ويَذوب في غيبِ المَساءْ..؟
كلمَا ترصَّدتهْا الروحُ في غاب الذكرى،
بطعمٍ من الشَّوْقِ، خفيفْ ؛
مِنْ غير لغوٍ ،
ولا حَفيفْ ..؟
لا أرى غير ريشٍ، يتَهاوى ،
في عَرضِ السَّماءْ ؛
لا أسمعُ غير أصْداءٍ مِن رفيفْ .
كأني لستُ الذي ربَّى الحَكايا ،
في قفَصِ الحَنايا ،
وعلَّمها أن تكْسرَ أفقَ النَّشيدْ ؛
بعَقيرةِ حُلمٍ ،
وشَجْوٍ شفيفْ .
بعضُ الحَكايا ،تتسرَّب ُ مِن كَلامي ،
وتَعودُ إلى مُبْتـَداها.
وأنا أهشُ ذبابَ اللغة ،
كي لا يَشربَ عَسلِ الذكرى ؛
ويُبقي لي ، نُشافَ القـَفيـرِ.
بعضُ الحكايا ،
تمْحو عَناويني ،
وترسمُ لي مَتاهة .
ربَّما يَضِلُّ قلبي في دوَّامَتها ؛
لكن روحي ،
تدلُّ عليها بالإشارةْ .
وتحطُّ رَحْلَ الشَّوْقِ ، قريبا ،
من آثارِ حُلمٍها، الذي لَمْلمَ أسْرارَهْ .
الآنَ..
كمْ عَسيرٌ أنْ تَكْتُبَ انْكِساركَ ؛
لا تَنْسَى..
ما تَسرَّبَ مِن شروخِ الذكرى ،
في انْشِطاركَ المُدَوِّي ؛
ذات اغْتيالٍ جَهيــرْ .
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة