الحكايا ومبتداها. . قصيدة الشاعر المغربي محمد شاكر

الحكايا ومبتداها. . قصيدة الشاعر المغربي محمد شاكر

آخر تحديث : الثلاثاء 17 أغسطس 2021 - 2:18 مساءً

            بَعْضُ الْحَكايا تعودُ إلى مُبْتَداها.

محمد شاكر

شاعر من المغرب

FB IMG 1628937996605 - قريش
محمد شاكر – المغرب

الآنَ..

تمْشي بي العلامات ُ ، 

وإنْ خَفِيتْ في انْعراجات الطُّرقْ .

لا شأنَ لي ،

بوعْثاءِ المسافاتْ ؛

إن كنتُ أسْعى ببصيرةِ الألمْ .

أغْرفُ مِن صَبرٍ حَكيمٍ ؛

لا يَظْمأ الخَطوُ، فيهِ ،

ولا تَحْرنُ الكلِماتْ .

سَيَّانَ .. 

يَسْتقيمُ السَّبيلُ إليَّ ،

أو يَرومُ تيهَ الفلواتْ .

لكنْ ، لماذا يتفرَّق سِربُ الحَكايا ؛

في اتجاهات لا أعْرفها ،

ويَذوب في غيبِ المَساءْ..؟

كلمَا ترصَّدتهْا الروحُ في غاب الذكرى، 

بطعمٍ من الشَّوْقِ، خفيفْ ؛

مِنْ غير لغوٍ ،

ولا حَفيفْ ..؟

لا أرى غير ريشٍ، يتَهاوى ،

في عَرضِ السَّماءْ ؛

لا أسمعُ غير أصْداءٍ مِن رفيفْ .

كأني لستُ الذي ربَّى الحَكايا ،

في قفَصِ الحَنايا ،

وعلَّمها أن تكْسرَ أفقَ النَّشيدْ ؛

بعَقيرةِ حُلمٍ ،

وشَجْوٍ شفيفْ .

بعضُ الحَكايا ،تتسرَّب ُ مِن كَلامي ،

وتَعودُ إلى مُبْتـَداها.

وأنا أهشُ ذبابَ اللغة ، 

كي لا يَشربَ عَسلِ الذكرى ؛

ويُبقي لي ، نُشافَ القـَفيـرِ.

بعضُ الحكايا ، 

تمْحو عَناويني ،

وترسمُ لي مَتاهة .

ربَّما يَضِلُّ قلبي في دوَّامَتها ؛ 

لكن روحي ، 

تدلُّ عليها بالإشارةْ .

وتحطُّ رَحْلَ الشَّوْقِ ، قريبا ،

من آثارِ حُلمٍها، الذي لَمْلمَ أسْرارَهْ .

الآنَ..

كمْ عَسيرٌ أنْ تَكْتُبَ انْكِساركَ ؛ 

لا تَنْسَى.. 

ما تَسرَّبَ مِن  شروخِ الذكرى ،

في انْشِطاركَ المُدَوِّي ؛ 

ذات اغْتيالٍ جَهيــرْ .

               

                                      القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com