بريطانيا وروسيا تخوضان حرب الصور التذكارية القاسية مع ايران

بريطانيا وروسيا تخوضان حرب الصور التذكارية القاسية مع ايران

آخر تحديث : الخميس 12 أغسطس 2021 - 9:12 مساءً

بيروت ـ قريش  

غضب الايرانيون لدى رؤيتهم صورة نشرتها السفارة الروسية في طهران بتاريخ 11 آب الجاري يظهر فيها السفير الروسي هناك جالساً بقرب رئيس البعثة الدبلوماسية البريطانية الجديد هناك وقد كُتب تحتها أن الرجلين “اجتمعا عند المدرجات التاريخية التي عقد عندها مؤتمر طهران التاريخي عام 1943”.

ولعل اهمية نشر الصورة تأتي من الجانب البريطاني المعروف بحذره الدبلوماسي الكبير وعدم تصعيده في الملف الايراني مهما كانت واشنطن عالية النبرة مع طهران ، وكذلك كون الجانب الروسي هو حليف تقليدي لايران في ملفات شرق اوسطية عدة .

مصادر مطلعة في موسكو قالت ان التهديد برسائل الصور المعبرة عن فترة ماضية دليل افلاس الحاضر.

thumbnail F5E5DCD7 F49A 4976 8CAE D51CEB86EE15 - قريش

 بعد نشر الصورة بساعات، نشر وزير الخارجية جواد ظريف تغريدة جاء فيها أنه “شاهد هذا اليوم صورة غير لائقة تماماً”، وأنه يود أن يذكر المجتمعين بأن شهر آب 2021 ليس نفسه آب 1941 وهو ليس كانون الاول 1943. أضاف ظريف بأن مصير الشعب الايراني “لا يمكن أن يكون أبداً موضع قرارات سفارات اجنبية او قوى خارجية”. إن عودة سريعة الى التاريخ يمكن ان توضح ملابسات الغضب الايراني، إذ أن اشارة ظريف الى احداث آب 1941 تعيد الى الاذهان ذكريات نسيها الايرانيون. ففي 25 آب من ذاك العام شن السوفيت والبريطانيون هجوما منسقاً على ايران،  حيث دخل السوفيت الأراضي الايرانية من تركمانستان واذربيجان، فيما اندفع البريطانيون نحو خوزستان وسربيل زهاب من البصرة وخانقين، فسقط الشاه رضا بهلوي في طهران. فكرت بريطانيا في نقل الملك الى الاسرة القاجارية التي حكمت ايران قبل ذلك التاريخ بأقل من عشرين عاما لكنها عدلت عن رأيها فنصبت ابن الشاه المعزول محمد رضا بهلوي بعد أن نفت والده الى جنوب افريقيا وتوفي هناك بعد ثلاث سنوات. 

أما مؤتمر طهران الذي ذَكّرتْ به السفارة الروسية، فقد كان عقد في طهران لمدة اربعة أيام وانتهى في الأول من كانون الأول 1943. حضر المؤتمر الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت والرئيس السوفيتي جوزيف ستالين ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، وتمخض عنه رسم خارطة جديدة للعالم شملت امورا عديدة من بينها تقسيم المانيا إلى دولتين، واطلاق يد روسيا في اوروبا الشرقية، والاتفاق على أن تعلن إيران وتركيا الحرب على المانيا واليابان. أعلن الزعماء الثلاثة في نهاية المؤتمر عن عزمهم على “الحفاظ على استقلال وسيادة ووحدة أراضي إيران” ودعمها مالياً. جاء ايضا في الاعلان أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة يتوقعون من إيران أن تحذو حذو دول التحالف الأخرى في بناء السلام حال انتهاء الحرب. 

في الوقت الذي يعرف فيه أن احد الشروط الثلاثة للمفاوضات النووية الحالية بين ايران والدول الخمسة يقضي بمطالبة إيران بتعهدها ببناء السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة، فلا أحد يعرف حتى الآن ما الذي دار خلال اللقاء الذي جرى بين ممثلي روسيا وبريطانيا في مبنى سفارة موسكو في طهران بتاريخ 11 آب الجاري. بيد أن  إشارة السفارة الروسية في إيران الى مؤتمر طهران عام 1943 يحمل رسالة سياسية لا تخلو من التهديد ولا يمكن تجاهلها. المقاربة الروسية للمؤتمر المذكور أثارت غضب الإيرانيين، لكن طهران لم تكتف بالرد عليها بل أضافت إليها حدثين آخرين هما سقوط طهران عام 1941 والمفاوضات النووية الدائرة في فيينا وهي اشارات قد تعكس مداولات سرية وتهديدات أعمق تبادلها الطرفان قد يكشف تفاصيلها قادم الأيام!

 بريطانيا - قريش
كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com