قريش
يحذر سياسيون سُنّة في العراق من التداعيات السلبية للصراع بين المتحدرين من الانبار ، زعيم تحالف تقدم محمد الحلبوسي وزعيم تحالف عزم خميس الخنجر، الفوز بنتائج الانتخابات، حيث يرون أن هذا سيكون سببًا لخسارة سُنة العملية السياسية عدد المقاعد في البرلمان المقبل.
في حين ينظر اهالي الموصل وجرف الصخر وتكريت على نحو خاص بازدراء الى قطيع السياسيين السنة الموالين للحرس الثوري الايراني .
ويتحرك هذان السياسيان المواليان للاحزاب الشيعية ومرجعيتها الايرانية عبر وعود سخية لا مرادف لها على الواقع في المدن المنكوبة المدمرة في مقدمتها الموصل ، حيث التحق بهما عدد مما يسميهم ابناء الموصل وتكريت بسقط المتاع سعيا وراء امتيازات .
وبحسب تقرير لـ المونيتور العالمية، قال النائب السني رعد الدهلقي ان المنافسة الشرسة بين مرشحي التحالفين ستؤدي إلى خسارة المقاعد السنية، لا سيما في المحافظات الانتخابية المختلطة، بغداد وديالى وغيرها.
وقال سياسيون سنة في تصريحات صحفية، ان ما يدور حاليا في الشارع السني هو منافسة انتخابية لاعلاقة لها بالدور الإقليمي، ونتوقع ظهور المزيد من المعارك بهدف تصفية حسابات أخرى .
بدأ الصراع الحقيقي عندما أرسل الحلبوسي في 23 يوليو / تموز رسالة نصية إلى الخنجر يتهمه فيها ببيع أراضي بعض المناطق السنية.
وجاء في النص: لن نسمح لكم بالتنازل عن الأراضي، وقد حاولت مرارًا إبقاء المصلحة الوطنية والقضية السنية بعيدًا عن الخلافات غير المجدية.
بعد بضع دقائق رد الخنجر في بيان: لا يمكنني الرد بالمثل واستخدام نفس الكلمات التي لا أعرف كيف ومن أين تعلمتهم، لكنني أعدك بأنني سأبقى مدافعًا عن حقوق عائلتي ، الحقوق التي أهدرتها خوفا من فقدان منصبك.
و كانت رسالة الحلبوسي النصية مهينة للخنجر، خاصة عندما وصفه بأنه نادل في مطعم.
هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الصراع بين الأحزاب السنية إلى هذه المرحلة، والتي يعتبرها البعض حالة صحية أنتجت نهجين سياسيين سنيين، أحدهما سيحصل على ثلثي الأصوات بينما سيحصل الآخر على الثلث.
لكن تبقى الحقيقة أن هذا الصراع بين أبرز قادة سُنة العملية السياسية تأثر بطبيعة الحال بالصراعات الإقليمية، حيث ينتمي الخنجر إلى المحور الإيراني-القطري-التركي، بينما ينتمي الحلبوسي إلى المحور الأمريكي الخليجي، وخاصة السعودية والولايات المتحدة والامارات العربية.
ولا تزال مخابرات دول الخليج الموهومة بدور للسنة في العراق ، تغدق الاموال على سياسيين لا علاقة لهم بالمدن السنية العراقية المنكوبة.
يعمل الحلبوسي، وهو أصغر رئيس برلمان في تاريخ العراق، على الحد من دور الخنجر باعتباره المنافس السني الأبرز. في الوقت نفسه، يمتنع بشدة عن إغضاب حلفاء الخنجر الشيعة، وجميعهم مقربون أو متهمون بالولاء لإيران.
ينشر الخنجر والحلبوسي عدة صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن أنفسهم، بعد أن يتوددوا إلى النشطاء والصحفيين السُنة للدفاع عنهم والدفاع عن الآخر.
وظهرت مؤخرًا حسابات ممولة على فيسبوك تشيطن كلا الجانبين، مما يشير إلى احتمال تورطهما في حرب إلكترونية.
عذراً التعليقات مغلقة