بيروت – قريش:
استطاعت دوائر نافذة في الحكومة العراقية تمرير مرشحها لمنصب السفير في الرياض، مخترقة (الضوابط والمعايير) المعمول بها في السعودية في قبول ترشيح السفراء الجدد العرب والاجانب.
فيما يبدو انه فات على اجهزة السعودية ووزارة الخارجية فيها التدقيق المناسب في قبول اعتماد اوراق السفير العراقي الجديد
، ًويبدو انّ هذا الخرق “العراقي” ما كان ليتحقق لولا أنّ ضعفاً واضحا دبَّ في طواقم المسؤولين عن الملف العراقي في الاجهزة السعودية المعنية منذ ضبط عناصر الفساد المستشري في مجموعة” السبهان” وايداعهم السجن في العام الماضي، بعد كشف التلاعب بالاموال التي منحتها الحكومة السعودية لشخصيات عراقية سنية، وأخرى شيعية في اطار الدعم في السنوات القليلة الاخيرة.
تحدّث دبلوماسي عراقي متقاعد يقيم في بيروت لمراسلة – قريش – قائلاً: انَّ الحكاية تستند
الى ما دأبت عليه الحكومات العراقية منذ تأسيس وزارة الخارجية العراقية سنة 1921 في اعتماد بعض التقاليد الدبلوماسية العريقة مع عدد من الدول الاسلامية. فقد حرصت الدبلوماسية العراقية في السابق على ارسال سفراء ودبلوماسيين من الطائفة السنية الى باكستان، على سبيل المثال، لا سيما من اسرة الگيلاني العراقية العريقة التي يقدس الباكستانيون جدهم الاكبر عبد القادر الگيلاني. كما حرصت على ارسال سفراء من طوائف محددة الى دول عربية واجنبية، أو بمواصفات اجتماعية محددة، والقصد من ذلك اضفاء مزيد من الثقة على العلاقة بين العراق واصدقائه.
ومن بين هذه التقاليد، بحسب الدبلوماسي القديم ، كان حرص العراق التقليدي منذ تأسيسه على تعيين سفراء من العرب السُّنّة في المملكة العربية السعودية نظراً لاعتبارات لا تخفى على أحد. ويضيف الدبلوماسي المخضرم الذي اشترك في اعداد ملفات ادارية مهمة في الخارجية، أنّ الغريب هو تعيين الحكومة العراقية مؤخراً دبلوماسياً عراقياً يحمل لقباً سنيّاً في الظاهر، في حين أنّه استشيع منذ وصول الاحزاب الشيعية للحكم يدعى عبد الستار الجنابي، وكان وما زال مرتبطا بعلاقة خاصة وقوية مع حزب الدعوة الشيعي، واوضح الدبلوماسي ان طواقم الخارجية كلها تعرف أنه ترك مذهبه السّني واعتنق المذهب الجعفري، وهو سرّ تقدمه بالعمل وتسنمه مواقع دبلوماسية حسّاسة في دول عدة منها الاردن وقطر.
والجنابي ، بحسب مصادر مطلعة في بغداد ، يعمل في دوائر الخارجية منذ التسعينات من القرن الماضي بتزكية خاصة من حزب البعث الذي كان عضو قيادة فرقة بين صفوفه ، وقد جرى استثناءه من الاجتثاث بعد احتلال العراق ٢٠٠٣ بسبب مذهبه الشيعي وعمله مع حزب الدعوة.
ومضى الدبلوماسي العراقي المتقاعد في القول ، انّ اختيار الانسان لمذهبه او دينه او معتقده مسألة شخصية محضة، لكن أن تقوم الحكومة العراقية بخداع حكومة المملكة العربية السعودية، وأن ترسل لها سفيراً شيعيا، و مرتبطاً بحزب الدعوة الشيعي، انّما هو عمل متهور ،لان الحقيقة سرعان ما ستتكشف وتلحق ضرراً كبيراً في العلاقات بين البلدين. واضاف الدبلوماسي: لا ادري ربّما تغيّرت المعايير لدى السعودية أيضاً أم انَّ الامر فات على مخابراتها؟
عذراً التعليقات مغلقة