لا تلدُ الحيّةُ إلا حيّة

آخر تحديث : الإثنين 23 أغسطس 2021 - 7:10 صباحًا
لا تلدُ الحيّةُ إلا حيّة

جبارعبدالزهرة  

هذا مثل يجري مجرى الحكمة قد اعتادة العرب على ضربه للدلالة على خبث طبع بعض الناس وسوء طويتهم بشكل عام وهو ينطبق تماما على فساد الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد العام 2003م فهي قد ولدت من الاصلاب والارحام للاحزاب التي تعمتد استلاب المكاسب العامة كخط وسلوك وتحويلها نحو منافعها ومنافع الجهات الداخلية والخارجية التي اوصلتها الى مواقع السلطة في العراق  والتي تتبنى برامج استئثارية في جذب الامتيازات لنفسها مهملة بشكل عامد كل ماله صلة بالمصلحة العامة التي يقول عنها الشرفاء واصحاب السلوك الانساني النزيه :- (ان كل مصلحة خاصة او جماعة معينة تساوي صفرا امام المصلحة العامة ) وما كان ذلك الا لأن المصلحة العامة هي تمثل مصلحة مجموع سكان البلد والذين ولدت الحكومة من بينهم باي شكل من اشكال الحكم وهي مدركة تماما لمقتضايتها التي تخص كل حاجة وخدمة صغيرة او كبيرة تتعلق بمنفعة الشعب (وهذا على افتراض ان الحكومة تحمل احساسا وشعورا وطنيا تجاه الشعب الذي انتخبها او عينها او جاءت من طريق آخر لتمثله في ادارة البلاد وسياستها ) 0

هناك حقيقة لمسها العراقيون من خلال تعايشهم مع حكومات ما بعد التغيير على مستوى السنين التي حكمت يها البلاد على انها حكومات فاسدة اداريا ووظيفيا وماليا  وهذا امر جسدته هذه الحكومات على مدى استلامها للسلطة في العراق منذ الحكومة الاولى في العام 2005 م برئاسة نوري المالكي الى حكومة اليوم برئاسة مصطفى الكاظمي 0

لذلك فان دعوتها الشعب العراقي  للمشاركة في الانتخابات المقبلة لن تاتي بحكومة جديدة الافكار انسانية التعامل مع الشعب وحريصة على تحقيق حاجاته الحياتية وتجسيد حقوقه الوطنية هذا الشعب الذي تحدى الارهاب في كل عملية انتخابية والاحزاب وغيرها من الجهات المشاركة في السلطة في العراق يعرفون ذلك حق المعرفة وقد توجه الى صناديق الاقتراع عبر هذه الاعوام الستة عشر لانتخاب حكومة وطنية تقبض على السلطة بيد نزيه ترعى مصالحه وتنمحه حاجاته0

 لذك فان دعوتها الشعب للمشاركة في الانتخابات المقبلة لن تاتي بحكومة جديدة  الافكار في ترشيد ادارة البلاد نحو الصالح العام  وتحريك عجلة سياستها بالاتجاه الذي يحقق المنافع والمكاسب المشروعة للشعب ولن يكون لديها برنامج انساني واضح وكريم التعامل مع الشعب وحريص على تحقيق حاجاته الحياتية وتجسيد حقوقه الوطنية بما يضمن له الخدمات المهمة مثل الصحة والماء والكهرباء وتوفير  فرصة العمل للعاطلين من ابناء الشعب ولقمة عيشه بكرامة وعزة نفس من واردات تصدير وبيع ثروات  بلاده الضخمة والكبيرة وفي مقدمتها النفط وانما ستكون الحكومة المقبلة طبيعتها كطبيعة الحكومات السابقة لأن الطبقة السياسة التي تتكون منها الاحزاب الحاكمة هي نفسها التي تدفع بافرادها الى كراسي ومواقع السلطة في الرئاسات الثلاث لذلك فان الذي سيتغير هو وجوه المسؤولين فقط وتبقى الانانية وشهوة التلسط ونهب المال العام والاستحواذ على المكاسب والامتيازات هدف كل مسؤول عراقي سواء كان وزير او عضو برلمان او دون ذلك 0 

  وعليه فان المثل العربي القائل :- ( لا تلد الحية الا الحية )  ينطبق بالتمام والكمال على اية حكومة تاتي نطفتها من اصلاب الاستغلال لتترعرع عبر ارحام السلب والنهب لتلد كل محتكرللخير وانتهازي للفرص

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com