بروكسل -قريش :
روى دبلوماسي عراقي سابق جانبا من ذكرياته في الخارجية ابان العقدين اللذين سبقا الحرب الامريكية على العراق في العام ٢٠٠٣ ، قائلا ان اجتماعات العراق وايران ما بعد وقف اطلاق النار في جنيف شهدت بعض المواقف المحرجة ، وربما الطريفة ايضاً .
وقال الدبلوماسي القديم الذي يعكف على كتابة مذكراته طالبا عدم ذكر اسمه لغاية الاعلان عن نشر مذكراته ، انه ما من دبلوماسي عراقي عمل في السلك الدبلوماسي العراقي اواخر ثمانينيات القرن الماضي لم يسمع بهذه الحكاية، وقد تأكدنا من صدقيتها ودقة وصفها من من زملاء سفراء وموظفين في الخارجية حضروا اللقاء، وهذا فحواها. تدور القصة حول المشاورات التي دارت بين العراق وايران بعد اعلان الامام اية الله الخميني تجرعه السم وقبول نظامه بوقف اطلاق النار في الثامن من آب 1988، اذ توجه وزير خارجية العراق في حينه، طارق عزيز ، الى جنيف للقاء نظيره الايراني علي أكبر ولايتي سنة 1988.
ويضيف الدبلوماسي لمراسل – قريش- جلس طارق عزيز مسترخياً فرحاً بالنصر الذي حققته بلاده على ايران وهو يشعل سيجاره الكوبي وينظر الى خصمه الايراني بابتسامة ساخرة، قائلاً إنه يسمع دائماً بأن الخميني يطلق على نفسه لقب “سيّد” وهي تسمية معروفة في التداول العام وتعني أن نسبه يرجع الى نبي الله ورسوله العربي محمد بن عبد الله (ص). وأضاف عزيز مخاطباً ولايتي بكل هدوء أنه شخصياً ليس مسلماً ،ولكنه قرأ تاريخ الجزيرة العربية والمنطقة بشكل جيد، ويدرك أن الخميني يفتخر بأصوله الفارسية استنادا الى منشورات صدرت باسمه قبل الثورة الايرانية وبعدها، وتساءل طارق عزيز ، وقد اخذ نفسا عميقا من سيجاره الكوبي: هل هذا يعني أن النبي محمد (ص) لم يكن من أصول عربية وانه كان فارسياً أم أن الخميني يكذب!؟
يقول الحاضرون في اللقاء ان تعليق عزيز نزل كالصاعقة على ولايتي وحاول تحاشيه بالسؤال عن برنامج المباحثات ذلك اليوم اذا كان قد انتهى ام ان هناك حاجة للقاء لجنة الصليب الدولي التي كانت تتابع المباحثات العراقية الايرانية . ثم غادر علي اكبر ولايتي يحمل هموم الدنيا في وجهه من دون ابتسامة ، فيما استمر عزيز في التدخين على اريكته والابتسامة تملأ وجهه.
عذراً التعليقات مغلقة