جبار عبدالزهرة
–النجف –العراق—
يحتدم أوّار الصراع بين التيار الصدري الفائز بـ(73) مقعدا برلمانيا في الاعلان الاولي لنتائج انتخابات اليوم العاشر من تشرين الاول لهذا العام 2021م من جهة وبين ما يسمى بـ(الاطار التنسيقي) الذي يضم قوى سياسية شيعية اخرى يمثلها لحد هذه الساعة (تحالف الفتح) بقيادة هادي العامري و(دولة القانون) بقيادة نوري المالكي و(عصائب اهل الحق) بقيادة الشيخ قيس الخزعلي اضافة الى كتائب حزب الله من جهة اخرى 0
لقد كانت ومازالت طبيعة الصراع بين هذه الاطراف عند حدود التهديد اللفظي ويمكن رؤية ذلك صوتا وقراءة في التهديد الذي اطلقه مقتدى الصدر ضد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي تحرك نحو تشكيل الكتلة الاكبر من قوائم وكتل في البرلمان وفق رؤيته التسويغية والتي هي ؛ ان هذه الكتلة يتم تشكيلها بهذه الطريقة ليس غير ، بيد ان الصدر يرى عكس ذلك فهوى يرى ان الكتلة الاكبر يمثلها الفائز الاكبر بالعملية الانتخابية وهو الحائزعلى اعلى نسبة من الاصوات في عملية الاقتراع الانتخابي وهو تحديدا التيار الصدري 0
ومن الغريب اللافت للنظر ان الصدر قال عن المالكي ( المجرب لا يجرب) وهي فتوى للسيد علي السيستاني ونسي نفسه فهو ايضا مجرب وكل رؤساء الكتل والاحزاب وكذلك كوادرها على مستوى المقاعد البرلمانية والحقائب الوزارية بدون استثناء وذلك وفق قاعدة لغوية في اللغة العربية والتي تقول :- (ان الفعل اذا نفي يفيد العموم ) وذات يوم ورد كلام لمسؤولين في اطارهذه القاعدة فصححت لهم الخطأ اللغوي الذي وقعوه فيه فهددوني بالقتل عبر حسابي على ( الفيسبوك ) 0
انّ طواقم الطبقة الحاكمة في العراق الآن لاهون بين أحضان الفوز الباطل ويترنحون من نشوة النصر المزيف، وما هي إلا هنيهات من الزمن، حتى يثور عليهم بركان غضب الشعب الذي ثواره ثلاثة عشر مليونا لم يصوتوا لهم
ان الشعب العراقي غير معني بالمطلق بنتائج هذه الانتخابات ولا بالصراع الدائر بين التيارات حول ما تمخضت به نتائجها والدليل على ذلك نسبة عدم مشاركته فيها وهي نسبة عالية جدا والتي وصلت الى حد 60% من مجموع المواطنين العراقيين الذين يحق لهم المشاركة بالتصويت وهم (22) مليونا وقد بلغ حال المشاركين في الانتخابات على مستوى النسبة وفق المفوضية المستقلة للانتخابات 41% ووفق حال التعداد السكاني للمشاركين (9) ملايين وقد قلت انا في مقالة سابقة ان هذه النسبة المتدنية هي خلو من اية مشاركة شعبية مستقلة فهي تمثل اصوات كوادر الاحزاب والكتل وانصارها ضمن الاطار الشعبي اضافة الى اصوات ابناء القوات المسلحة والقوى الامنية الاخرى وميليشياتهم 0
انهم الان يعيشون في غمرة نشوة هذا النصر المزيف وهذا الانجاز البائس لأنه خارج حدود رضا الشعب عن النخب الفاسدة وهم لا هون عما يراد بهم من مصير لا تحمد عقباه يستحقونه وسوف يلقونه على يد الشعب العراقي اذا ما نهض الشعب الذي سفكوا دماءه وخربوا بلاده وصادروا حقوقه واستثروا على حساب لقمة عيشه فالذين يتسابقون مرشحين انفسهم للبرلمان يتسابقون من اجل كسب مقعد فيه لكي يفوز بفرصة الحصول على الثروة الفاحشة والمكاسب والامتيازات التي لا يتصورها العقل لتعدد الوانها وضخامة فوائدها وفيضان ارباحها 0
فكل عضو في البرلمان العراقي في الدورات السابقة اصبح من اغنى الاغنياء يملك هو وافراد اسرته العقارات داخل العراق وخارجه ومليارات الدولارات في حساباتهم المصرفية هنا وهناك فمن اين جاءوا بها وكيف حصلوا عليها ؟؟ انه الفساد المالي والاداري والوظيفي الذي فتح امامهم ابواب سلب حقوق الشعب من طريق المقاولات العبثية والمشاريع الوهمية وكذلك نهب امواله العامة عبر الرواتب العالية والمخصصات والمكافأت التي تفوق حد التصور حتى وصلت بهم الحالة الى نهب ميزانيات البلد لبعض السنين بالكامل وكانوا يتفننون بطرق السرقة فمنها ادعائهم ان هناك كذا مليارعملة نقدية اتلفتها المياه ولا ادري كيف تسربت هذه المياه الى داخل بناية البنك المركزي في العاصمة الاتحادية بغداد ومنها اموال عينية كالغلال فقد ادعى الموظفون في احد سايلوهات الحبوب في النجف عندما وجدت النزاهة لديهم نقص ما يزيد على سبعمائة طن من الحبوب وفق السجلات الرسمية ادعوا ان الطيور اكلتها وغير ذلك كثير في اطار فساد الحكومة وعدم نزاهتها وعدم عفتها ؟ 0
اكرر وفي التكرار فائدة وتنبيه للجميع ؛ ان طواقم الطبقة الحاكمة في العراق الان لاهون بين احضان الفوز الباطل ويترنحون من نشوة النصرالمزيف وما هي إلا هنيهات من الزمن حتى يثور عليهم بركان غضب الشعب الذي ثواره ثلاثة عشر مليونا لم يصوتوا لهم ومعهم سيل عرمرم من باقي المواطنين وفي صدورهم تغلي مراجل الفعل الثوري اذا ثاروا بعد تنظيم انفسهم في كيان واحد وتحت راية واحدة وقيادة واحدة لها خبرة في السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والعلوم العسكرية وذلك على مستوى الكلمة والفعل سوف يلقون منهم مصيرا سيسحقهم بسنابكه وهو ما يستحقونه على ما فرطوا بحقوق الشعب واهملوا كسب رضاه وسخروا منه واستهزؤا به في حكومة الكاظمي وفي الانتخابات المبكرة ومن قبل في حكوماتهم وانتخاباتهم الماضية 0
جبارعبدالزهرةالعبودي من العراق منذ 3 سنوات
الى طاقم جريدتنا العزيزة قريش سلام عليكم :- ان عنوان مقالي من الناحية الاعرابية صحيح فكلمة ( مليون ) حكم اعرابها النصب فيقال (مليونا ) لأنها تمييز وكذلك كلمة ( ثائر) ايضا حكم اعرابها النصب (ثائرا) كونها صفة لمليون والتمييز في حقيقته يصلح ان يكون خبرا لكان فاصل الجملة الاسمية ( ثلاثة عشر — كانوا ثلاثة عشر مليونا ثائرا –) وهو نظير قول العرب ( ضربته بالسيف هنديا ) واصل الكلام (ضربته بالسيف وكان السيف هنديا ) ويقول العلامة الخليل بن احمد الفراهيدي 🙁 كلام العرب لا ينبغي لنا ان نبتدع فيه ) وتقبلوا مني فائق التقدير وشآبيب التبجيل 0