محمد شاكر
شاعر من المغرب
في البدْءِ كانت الكلمة
لكن من يحفظ غربتها
في عَصْر اللغـْو، والبارودِ
وجائحة الدولار
وبؤْس ِ الأزْلام ِ..؟
يَصون ماءَ وجْهِ الشِّعـر
مِن ذلِّ السُّؤال ِ..؟
في البدء كان الشعرُ
لكن ، مَنْ يـُقايضُني، الآنَ ، بالشِّعر
عافية أخـْرى
كيْ أغـيـِّر وجْهة أحْلام
لا تـُخْطئُ طريقَ الجـَنـَّة
وقهـْر الهَـزيع الأخير مِن العُمر….؟
الآنَ، لم يُخلـِّفْ لي الشِّعر
سِوى أعْطابٍ في الحياة
إنْهاكـًا في الجسد
انفراطَ عِقد ٍ مِن صلات
حبَّـات بـريق ٍ للنسيان
وفتاتَ ذكرياتٍ
أغْمسها في جراحات أمْس
لا يُشبِعُ جوعَ اللحظات
ماذا أفعل كي أشْفى’ مِن عطَبي
وجوعي.
وكـَسادي..؟
لا أبقى عالة على خـَيال ٍ
لا يُغني ،من هـَرم ٍ ضاربٍ في القسوة ، والهَوانْ
كما لو أنّي
أسْرَفتُ العمرَ كلـَّه
أستـُر شمْسَ الخيبات
بغـِربال آمال
في البدء ، كان الـقـتلُ
فاتحة ، ليجري دمُ السماءْ
الآن ، يسألني قلبي
هل يبقى’ لِعطرالشِّعر وقْعٌ
على خياشيم عـَصر
أزكمتها روائحٌ عـفـنةْ
تلفظها أشداقُ المَصانع ؛
وفوهاتُ البنادق، والغارات ِ الثخينةْ
تثيرُ الأرضَ بنقْعها
تخنقُ أجنةَ الأحْلام ِ
في بُطون الرَّجاءْ
أقولُ له ، ما همَّ .
أهشُّ بيد ِ الشِّعر الواهية
على اختناق ِ الرّوح ِ؛
لربَّما، يثقبُ كثافةَ غـيم ِ الأيام ِ؛
وأبْصرُ مَصابيحَ السماءْ
ِ لربما أمْشي إلى آخر الطريق
ولوتشعبتْ بي الأسفارُ
تقلصتْ مِن خَلفي المسافاتُ
إلى طرْفـَة خطـْو ٍ
أو لمْع ِ عـابـرٍ
وقد يمشي في إسرائي ، صباحُ
بكلِّ صفاء الأزمِنة
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة