ديستوبيا
أسماء خيدر
شاعرة من المغرب
وحدي.. كمَا الغَريب عن تُرابه
أتأمل هذا الوُجودَ المريب
وهذا الفراغ الكبِير
و وحشة الزمن.
لا شيءَ من حولي ، سواي
بكامل أناقتي.. أرتشف من هذا البحر
أدخن سجائر الوقت
وفي كفي أمنيات، حولتها السنون
إلى رماد.
بعينين مغمضتين،
ركبت صهوة الخيال، أتبع حلما
كان يتراءى لي، كلما غفوت في
حضن السواد.
فأعود ، كجندي خسر حربه
على بساط من الخيبة، يجر بحرًا
من الويلات.
للزمن، كف من حديد
وهذه الأرض ، ملأى بشظايا الزجاج.
ندب في الذاكرة، تُبكي نمارق الليل
مناديل مبللة.. بدموع الحيرة
مرمية على أرصفة العمر.
و هذه الأجساد المبتورة
و الأرواح الظمأى ، ترضع من ضرع
الأمل، تقتات من غبار الأيام.
الآن، أسمع نحيب الشوارع
وأنين قلوب، تدمع بصمت.
مازلنا، نتكاثر في مركب مثقوب
يلفنا الوهم وهذا الضباب.
دمى، بلا ثياب…
وهذه الأيادي ، تلبسنا النعال.
ضائعون نحن، في صحراء الحياة
تمتصنا الرمال، و صراخنا المبحوح
يختفي وراء الجبال
وأعناقنا، مشرئبة… لعين السماء.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة