الإمارات في صمت أهل القبور أمام هجوم الموالين لإيران

الإمارات في صمت أهل القبور أمام هجوم الموالين لإيران

آخر تحديث : الجمعة 22 أكتوبر 2021 - 10:16 صباحًا

بقلم : المراقب السياسي

منذ أيام قليلة، وفي خضم التسريبات التي يبثها الفريق الشيعي الموالي لإيران والخاسر في الانتخابات العراقية امام الفريق “المتمرد  الظاهري” عن الاجماع “الشيعي الإيراني” المتمثل في التيار الصدري ، باتت دولة الامارات العربية في فم المدفع عبر تهديدات علنية صريحة يروجها اعلامي محسوب على الفريق الولائي لإيران ، اسمه احمد عبد السادة، اطلق قنبلته التهديدية اول مرة في برنامج يُبث من قناة تمولها دولة قطر وتابعة لوكيلها خميس الخنجر، قائلا انَّ جهات سترد على ما اقترفته الامارات من تزوير في الانتخابات بإطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة تنطلق من الأراضي العراقية لضرب الامارات كرسالة ردع . وزاد هذا الإعلامي من تصعيده في تصريحات على قناة زاكروس الكردية بالقول انَّ دور الامارات تخريبي في العراق ولا يقتصر على تزوير الانتخابات. ثم عاود الصحفي ذاته نفس التسريبات التهديدية عبر قناة دجلة العراقية.

انّ هذه التسريبات ليست زلّات لسان او اجتهادات اعلامي مغمور من اجل الشهرة ، وانما هي رسائل جدية.

انَّ الجمهور العراقي برغم وعيه النسبي بالأجواء التي تسبق الانتخابات والتي تليها الا انّ جزءا كبيرا منه استقطابي ويخضع للتجاذبات القوية، كما انّ هناك أرضية عدائية في الأوساط الشيعية العراقية ضد الامارات ترجع الى سنوات بعيدة من خلال تورط الامارات في الوقوف الى جانب عدد من السياسيين المرابين بالدماء والمصير من السُنة الفاسدين والمتعاطين بورقة الإرهاب، لاسيما في الانبار، الامر الذي كرّس البغض الشيعي للإمارات .

اليوم، تصمت الامارات صمت أهل القبور بل أشد، لا صوت لديها يرد على ما يجري من تحشيد ضدها في العراق، وتبدو اجهزتهم الإعلامية البرّاقة التي تمولها بمئات الملايين نموراً من ورق وزرافات تدفن رؤوسها في الرمال في احسن الأحوال، والأسباب واضحة في ان الامارات لا تريد التصادم مع التيارات الموالية لإيران التي تظنها تمثل الموقف الإيراني الذي يحظى بقدسية لا تمس في دوائر السلطة الإماراتية تجنبا لتحريك صواريخ الحوثيين نحو أبو ظبي ودبي وانهاء الاقتصاد الاماراتي في أيام معدودة.

اعلام الامارات العلني الرسمي والخارجي الممول، هو اعلام فاشل من خلال غياب الإرادة السياسية فيه، ومصطنع عبر خيوط واهنة، لا يملك قضية وغير مؤهل لخوض المعركة في الدفاع عن اسم الدولة الذي يجري مضغه في مراكز القوى الشيعية بالعراق.

انَّ القادم سيكون أسوأ على الامارات، في ضوء استسهال التجاوز عليها في وسائل اعلام تغطي كل الاتجاهات السياسية والشعبية في العراق، وسط هذا الشلل الاماراتي الذي يستند الى ما تسميه في الكواليس انه الحكمة في التغاضي ، وهو الضعف في الأنصار والأدوات والوسائل، وهنا الأموال وحدها لا تعني شيئاً، فالشيعي الحاكم في العراق يهاجم عن عقيدة راسخة ، مغطاة بالماكياج السياسي الدبلوماسي بعض الوقت في أيام المهادنة لتأسيس المسارات وتثبيتها لكنه في النهاية شيعي من اجل البقاء والوجود في معركته التي يدرك ان كل المحيط به كاره له ، وزاد العامل الإسرائيلي التطبيعي من جعل الامارات هدفا شيعيا عراقيا، حتى ينجلي مصير كل الملفات الإيرانية الخطيرة في المنطقة .

نتمنى من دولة الامارات تجنبها المخاطر والمهالك، وأن تعي خطورة ما يجري حولها ، وان تفهم الملف العراقي بعيداً عن قراءات عمرها عشرون سنة غذاها جهلَة ومعقّدون وقاصرة نظر وقليلو تجربة، أكل الدهر عليها وشرب.

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com