جبار عبدالزهرة
– النجف -العراق
—
طوت الانتخابات العراقية الخامسة اوزارها وقد جرّت خلفها اذيال الهزيمة الساحقة التي منيت بها الكتل والاحزاب الفاعلة في المشهد السياسي العام منذ العام 2003م وهي محملة بالعار والشنار امام رفض الشعب العراقي لها بمختلف اشكلها الدينية والعلمانية وبشتى افكارها العقيمة وبرامجها السياسية البائسة 0
وقد انطلق البعض منها متبجحا فرحا بلهجة صلف واستعلاء بانه حصل على فوز ساحق في هذه الانتخابات مستندا الى النتائج الاولية التي تمخضت عنها فقد اشار المتحدث باسم التيار الصدري ان التيار جاء في المرتبة الاولى في هذه الانتخابات لذلك زاد من عدد مقاعده في البرلمان من 54 مقعدا في البرلمان السابق الى 73 مقعدا في البرلمان الجديد وان كتلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ستحظى بالمرتبة الثانية بين الاحزاب الشيعية العراقية ويقال ان الكتلة التي يتزعمها رئيس البرلمان الحلبوسي هي التي ستاتي بالمرتبة الثانية وهي كتلة سنية 0
هذه المامة تقديم اردت ان اخلص منها الى القول ان الكتل والاحزاب في المشهد السياسي العراقي تعتمد على نفوذها السياسي والاداري في الحكومة وعلى قواتها العسكرية الممثلة بميليشيلتها المسلحة لاسكات اي صوت للشعب العراقي يعارضها باي شكل من الاشكال لذلك يتوجب ان تكون هي الفاعلة وهي اللاعب الاساس في الحياة السياسية العامة وهي التي يجب ان تهيمن على كافة تشكيلات الحكومة من خلال توظيف الادوار المطلوبة لانصارها في الشارع الشعبي العراقي ولكوادرها السابقين في الحكومة ولمرشحيها الجدد وفي مقابل ذلك لا تعير اية اهمية لوزن الشعب وثقله في ادارتها للحكومة عبر اهمالها لمتطلبات حياته المعاشية والخدمية فلديها المال والسلاح للقتل والتغييب والترهيب وما فعلت بالمتظاهرين في العام 2019م ليس ببعيد فهي احزاب تطلب السلطة والمال والجاه في قتلها ملا لا يقل عن 600محتج سوى المصابين 0 الذين وصل عددهم الى 30 الف 0
هذا ليس فوزا لهم بقدر ما هو تحصيل حاصل كون زمام السطة بايديهم لانهم لم يحصلوا عليه بمشاركة الشعب في هذه العملية الانتخابية فقد كانت نسبة المشاركة فيها نسبة متدنية جدا 41% وهي نسبة يمكن حصرها بشكل لا يقبل الشك او التأويل بانصار الاحزاب وكوادرها اضافة الى التصويت الخاص لابناء القوات المسحلة من جيش وشرطة وغيرهم الذين كانوا مجبرين على المشاركة في الانتخابات.
ومن لم يشارك منهم فانه يفقد عمله الوظيفي ويتعرض الى العقاب الصارم من هنا يمكن القول ان المشاركة التصويتية العامة للشعب معدومة تماما في هذه الانتخابات 0
ونتيجة الانتخابات تمثل من بين اهم ما تمثله تقهقرالكتل والاحزاب المشاركة في الحكومة والمشاركة في الانتخابات امام ثقة الشعب بها والتي تلاشت بسبب سعي جميع طواقم الحكومة في الرئاسات الثلاث الى الاستثراء وجني الامتيازات على حساب مصلحة الشعب والتي تقهقرت ايضا امام رغبته الجامحة في التخلص منها ومن اية حكومة تشكلها لانها لم ولن تقدم شيئا للشعب فهي نفس الوجوه وهي نفس الاحزاب التي تتشبث في بقاء السلطة بقبضتها والمال تحت ايديها تتصرف به كيفما تشاء مصالحها الذاتية والحزبية 0
وخلاصة مخض القول ان الكتل والاحزاب الحاكمة في العراق تراهن على عدد انصارها وكوادرها من ابناء الشعب العراقي الذين يديرون مكاتبها ويدينون بالولاء لها وعلى ميليشياتها المسلحة والتي هي على اهبة الاستعداد لسحق اي محتج او مطالب بحق من ابناء الشعب العراقي وهنا تكمن الخسارة الاكبر لان الرهان على الشعب من خلال تلبية حاجاته وتحقيق متطلبات حياته لكسب ثقته وحيازة رضاه هو الفوز الاكبر 0
عذراً التعليقات مغلقة