من أدب المهجر
بدل رفو
غراتس\ النمسا
1
أيا ايتها الغربة ..
قاسية دروبك وتراتيلك وصلواتك ،
وصمتك .. بلا رحمة يغتال عطر الماضي
ويغير مذاق طعم الوطن !!
يا مواسم الهوى والمغامرات..
غربة تبحث في زوايا الروح
وفي دفاتر العشاق
وفي زيف الأوطان والانتماءات !
ظلت الغربة تخط بأوجاعها الممزقة
في معاجم النوايا المتبخرة ،
فأشتعل الجسد بخيبة الانكسارات
في الأقاصي النائية ..
يلعقه ظلام الليالي
وعلى اكتافه ترقص التضاريس !!
*** ***
2
ان تكون شاعرا ..رحالاً
وقتذاك عالمك حرية ومغامرات
تحت زرقة السماء وان تلبدت بالغيوم ،
فحذار ان خاطبت البحر ..
فللبحر آذان وعيون ، يرهف السمع
كما نرى امواجه تتلاطم على الصخور
ونسمع هديره !
اشق دروب الغربة
وعلى اكتافي وشاح الأطلال
لوعة لماض مثقل بالهموم !
في زمن، كادت الغربان السود
ان تعتصر زَبَد ايامي ..
واليوم.. يعاودني الحنين لأرض
ولشواطئ سحر اُمي وحارتي ،
اصارع الامواج لأرسم على جدران محطات اسفاري
دواوين اشعاري
بلون الوطن وعيون المطارات
والموانئ والبحار والقطارات!!
*** ***
3
جمرات الوطن والشوق
روحان متعطشتان لرائحة البلوط والتين ،
وعطر الارض يتدفق خيمة في المنفى
بلون صحو النهار ،
يجثو على شواطئ الأساطير
نجوما ومراكباً وصبراً ..
قصائدي تبحث عن سر الاوطان
والمسافات ،
كلما انهار الانسان على ابواب المدن
وغرق في مراكب اللجوء !!
لا احد يهدهد صمت الشعراء..
قلوبهم خاشعة بشراهة الكبرياء
طالما لم تسقط الاقلام من اصابعهم !
وحين تقرع اجراس السماء..
ينادي المنادي : هنا ضاعت الطفولة ..
هزيمة تاريخ وسيف تكسَّر دون حياء
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة