يا أهل العراق قاطعوا الانتخابات

آخر تحديث : الثلاثاء 5 أكتوبر 2021 - 9:08 مساءً
يا أهل العراق قاطعوا الانتخابات

جبار عبدالزهرة

4 - قريش
جبار عبدالزهرة

كاتب من النجف – العراق 

تساوقا مع ما ذكره لي اهالي بعض المحافظات الجنوبية الذين مروا بارض النجف متجهين نحو كربلاء لاداء مراسيم زيارة اربعينية الحسين (ع) والذين قالوا لي انهم قاموا بتمزيق لافتات المرشحين للانتخابات اضافة الى منعهم من تعليق هذه اللافتات على الجدران وفي الشوارع وقد استشهد احد المواطنين من اهالي الناصرية عندما تصدى لجماعة مقتدى ومنعهم من تعليق لافتات البعض من مرشحيهم على احد الجدران فقاموا بقتله وسحل جثته في الشارع لذلك اكرر تساوقا معه اكتب قائلا :-       

ان المرشحين الجدد للانتخابات العراقية القادمة (الخامسة) التي ان جرت في موعدها المقرر في العاشر من تشرين الثاني او تم ترحيلها الى موعد آخر هم يتسابقون بحرقة وسعار نحو الفوز البرلماني ليس من اجل بناء مشاريع التنمية الاجتماعية للانسان العراقي ولا من اجل اقامة المشاريع الاقتصادية الكبرى التي تعزز الاقتصاد العراقي المنهار وهي مشاريع تصب في مجرى خدمة الصالح العام  للشعب العراقي 0

وانه بامكان المرء اي مرء مهما كان حظه بسيطا في الدراسة والملاحظة والتدقيق ان يرى بين ثنايا نظراتهم الحالمة بانتهازية وانانية علامات الطمع الشديد واشارات الجشع المقيت في ان يحصلوا على فرصة العمر التي تتيح لكل واحد فائز منهم الحصول على كرسي داخل قبة البرلمان والتمتع بمنصب عال داخله يفتح امامه ابواب الحصول على راتب ضخم لم يراوده ولا حتى في عالم الاحلام فراتب عضو البرلمان العراقي والذي هو (40) مليونا دينارا عراقيا بحسب العارفين اليوم على مستوى الخبرة بقيمة صرف العملات في ارجاء العالم يعادل عشرة اضعاف راتب رئيس الولايات المتحدة الامريكية 0

لذلك لقد رشح كل واحد منهم نفسه وخطط بشكل سيء وبطرق ملتوية ليصل الى اهدافه تجسيدا لرغباته الجامحة على طريق الباطل والجانحة نحو شاطىء الحرام في حيازة المكاسب والامتيازات وحيازة السلطة والمال ومن خططهم المرفوضة لبلوغ اهدافهم هي اقامة الولائم للناس لشراء ذممهم وشراء بطاقات الناخبين وتقديم الملابس لهم  0

لا أعتقد انَّ هؤلاء المنحدرين من رحم الأحزاب التي تحكم العراق اليوم بالحديد والنار تجاه الشعب ان يتوسم منهم المواطن الخير له، وان يرجو السلوك الحسن منهم ازاء متطلبات حياته

فالبرلمان العراقي القادم والذي سينتخب بشكل غيرحائز على رضا اغلبية العراقيين لأنه سوف ياتي من طرق ملتوية ومتقاطعة بشكل اناني حاد واستئثاري وبطبيعة غير نزيهة مع رغبات الشعب العراقي السليمة والصحيحة والتي اعرب عنها في مظاهراته المليونية في العام 2019م وقال فيها صراحة غير مسبوقة انه يريد اسقاط الحكومة برئاساتها الثلاث ويطمح في استئصال الطبقة السياسة التي جاءت بها الى السلطة بمكامل احزابها وتياراتها واذكر ان المظاهرات التي امتازت مع بداية انطلاقتها بالعنفوان الثوري والكفاح الهادروالنضال الصارخ فقد زرعت الخوف والرعب في نفوس طواقم الرئاسات الثلاث  وزلزلت الارض تحت اقدامهم واجبرتهم جميعا على حزم حقائبهم تمهيدا للهروب من العراق0

غير ان الرياح جرت بما يشتهون لعدم وجود قيادة للمتظاهرين والمحتجين تتصف بالمعرفة والحنكة في ادارة زخم المظاهرات والاحتجاجات واعتماد اساليب سياسية ودبلوماسية في التنسيق والتعاون بين اعداد المتظاهرين والمحتجين في المكان الواحد ومع الاماكن الاخرى في عموم العراق واستثمار الجهود والطاقات في سوح التظاهر والاعتصام بشكل عملي مؤثر يؤدي الى اسقاط الحكومة حكومة الظالمين فكان ما كان من نضوب الفعل الثوري  لدى المتظاهرين بشكل تدريجي ادى الى تلاشي الوجود الاحتجاجي في الشوارع والساحات العامة 0 

فما كان من حكومة الظالمين واحزابها إلا ان انتهزت الفرصة وقامت بتطبيق مبدأ «أنا وحزبي اولا » والذي لا يعني غير تفضيل مصلحة الذات والجماعة الحزبية التي تنتمي اليها هذه الذات وهذا التوجه الاناني يتناقض بشكل صارخ مع التوجه باخلاص الانتماء الوطني وغيرة وشهامة ابن البلد على ابناء جلدته والتحرك بعزيمة الضمير الحي نحو الداخل الوطني للتعاطي مع أزمات عديدة ، سياسية وعرقية واقتصادية وبيئية. ولكل من هذه الأزمات تداعياتها وأعباؤها الكارثية  على واقع العراقيين الراهن وعلى معطيات بناء مستقبل للاجيال القادمة ينطوي على السعادة وفرص الخير والتي هي امانة في رقاب من يديرون دفة السلطة في العراق  ويمسكون بزمام الحكم فيه 0

غير انني لا اعتقد ان هؤلاء المنحدرين من رحم الاحزاب التي تحكم العراق اليوم بالحديد والنار تجاه الشعب ان يتوسم منهم المواطن الخير له وان يرجو السلوك الحسن منهم ازاء متطلبات حياته وان يتامل من لدنهم المعروف نحو ما يهمه وتذليل الصعاب الحياتية التي تصادفه0

لذلك ادعو اهل العراق كافة الى مقاطعة العملية الانتخابية القادمة واية عملية انتخابية اخرى لؤلائك الذين يتهمونهم بالفساد المالي والوظيفي وسوء ادارة البلاد وعدم القدرة على سياسة العباد 0   .      

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com